تم اتهام موظف حكومي أمريكي بتسريب معلومات سرية تتعلق بتقييم خطط إسرائيل السابقة لمهاجمة إيران، في قضية أثارت تساؤلات حول أمن المعلومات في الحكومة الأمريكية.
وفقًا لوثائق المحكمة التي صدر أمس الاربعاء، فقد تم اعتقال الرجل، الذي يُدعى آصف ويليام رحمان، هذا الأسبوع من قبل الشرطة الفيدرالية الأمريكية (FBI) في كمبوديا.
التهم الموجهة والتفاصيل القضائية:
في الأسبوع الماضي، وجهت محكمة في ولاية فيرجينيا الأمريكية لرحمان تهمتين تتعلقان بنقل معلومات سرية تتعلق “بالدفاع الوطني” عن عمد، وهي تهم تصل عقوبتها إلى أحكام سجن شديدة في حال إدانته.
وفقًا لوكالة أسوشيتد برس، فإن رحمان متهم بتسريب معلومات حساسة تتعلق بالخطط العسكرية الإسرائيلية بشأن إيران، وهي معلومات تعتبرها الولايات المتحدة شديدة الحساسية في سياق الأمن القومي.
رغم أن الوكالة الحكومية الفيدرالية التي كان يعمل بها المشتبه به لم تُكشف بعد، إلا أن المسؤولين الأمريكيين أكدوا أنه كان يحمل تصريحًا أمنيًا يتيح له الوصول إلى معلومات سرية للغاية. لم يتضح بعد تفاصيل حول كيفية تسريب هذه المعلومات، ولكن التحقيقات جارية لمعرفة الطريقة التي تم بها نشر الوثائق.
التسريب والمحتوى المسرب:
وفقًا لمصادر متعددة، فإن التسريب يتصل بوثائق سرية تتعلق بتقييم الولايات المتحدة لخطط إسرائيل العسكرية في مهاجمة إيران. في وقت سابق، صرح ثلاثة مسؤولين أمريكيين لوكالة أسوشيتد برس بأن الولايات المتحدة تحقق في نشر غير مصرح به لوثائق حساسة عبر الإنترنت، تتعلق بشكل أساسي بتقييمات استخباراتية حول قدرة إسرائيل على تنفيذ ضربات ضد المنشآت النووية الإيرانية.
وتؤكد وكالة أسوشيتد برس أن الوثائق التي تم تسريبها تبدو حقيقية وفقًا لتقييمات إضافية من مسؤولي الأمن الأمريكيين.
وتم نشر هذه الوثائق أول مرة عبر قناة على تطبيق “تلغرام”، حيث زعمت القناة أنها حصلت على هذه الوثائق من شخص يعمل داخل مجتمع الاستخبارات الأمريكي ومن ثم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون).
دور قناة “تلغرام” والترويج للمحتوى:
القناة التي لعبت دورًا رئيسيًا في نشر الوثائق، قدّمت نفسها على أنها مقرها في طهران، مما يثير المزيد من الشكوك حول دوافع تسريب هذه المعلومات.
سبق وأن نشرت هذه القناة محتوى دعائيًا يتضمن رسائل دعم للقيادة الإيرانية، بما في ذلك رسائل متعلقة بالمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، علي خامنئي، بالإضافة إلى ترويجها لمحتويات تابعة للمجموعات الميليشياوية المدعومة من إيران.
التسريب، الذي يتضمن صورًا لصور الأقمار الصناعية وتحليلًا استخباراتيًا حول استعدادات إسرائيل العسكرية، يمثل انتهاكًا جسيمًا للأمن القومي الأمريكي.
وقد يؤدي هذا الحدث إلى توترات متزايدة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، بالإضافة إلى تعزيز القلق بشأن قدرة الأطراف غير الحكومية في الخارج على الحصول على معلومات حساسة تتعلق بالخطط العسكرية للدول الكبرى.
التحقيقات والتداعيات السياسية:
الولايات المتحدة، ممثلة بالأجهزة الاستخباراتية الفيدرالية، شرعت في التحقيق في القضية بعد اكتشاف تسريب الوثائق عبر “تلغرام”، وهو ما قد يعرض الأمن الوطني الأمريكي للخطر، بالنظر إلى حساسية المعلومات المخصصة للأغراض الدفاعية والتخطيط العسكري.
تشير التقارير إلى أن التحقيقات قد تشمل تحليلًا أوسع حول كيفية وصول هذه الوثائق إلى قنوات تابعة لإيران، مما يثير تساؤلات حول مستوى الأمان في الوكالات الأمريكية المعنية بالدفاع والاستخبارات.
من المتوقع أن تشهد القضية مزيدًا من التطورات خلال الأسابيع القادمة، في وقت حساس للغاية بالنسبة للعلاقات الأمريكية-الإسرائيلية في ظل التوترات المستمرة بشأن البرنامج النووي الإيراني.
تُعد قضية تسريب المعلومات السرية المتعلقة بخطط إسرائيل لمهاجمة إيران نقطة تحول حاسمة في سياسات الأمن القومي الأمريكي، حيث يفتح تسريب هذه الوثائق الباب أمام أسئلة كبيرة حول الأمن الإلكتروني والقدرة على حماية الأسرار العسكرية الحساسة. مع استمرار التحقيقات، سيظل مصير آصف ويليام رحمان ومحاكمته في هذه القضية محط اهتمام واسع في الولايات المتحدة وحول العالم.