واصلت مليشيات الدعم السريع في السودان ارتكاب انتهاكات خطيرة بحق المدنيين في ولاية الجزيرة، حيث تعرضت قرى ومدن عديدة للهجوم والمجازر.
وآخر هذه الهجمات كان ضد أهالي قرية “بريدة” في ريف تمبول، حيث اضطر العديد من السكان للهروب إلى مواقع زراعية في سهول البطانة، بالقرب من منطقة “الصباغ”، بعد أن تسببت الهجمات في قطع السبل بهم.
وبحسب مصدر محلي في المنطقة، فقد قامت مليشيات الدعم السريع بنهب الثروة الحيوانية للمواطنين في القرية، كما أقدمت على حرق سيارة تعود لأحدهم. الهجوم أسفر عن إصابة كل من عبد الرازق بركات مصطفى من قرية بريدة، بالإضافة إلى شاب آخر من قرية “العماراب”.
خسائر بشرية كبيرة في ولاية الجزيرة
وقد ارتفعت حصيلة الضحايا في ولاية الجزيرة بشكل مروع، حيث بلغ عدد الشهداء نحو 2000 شخص، بينهم نساء وأطفال، في مختلف القرى والمدن التي تعرضت للهجمات من قبل مليشيات الدعم السريع. ومع استمرار الهجمات على القرى، فإن أعداد الضحايا في تزايد مستمر، حيث يتم العثور على جثث جديدة يومياً في المناطق التي استهدفتها المليشيات سابقاً.
حصار مدينة الهلالية والمجازر المستمرة
إلى جانب الهجمات العشوائية على القرى، يعاني العديد من المواطنين في مدينة “الهلالية” من حصار خانق تفرضه مليشيات الدعم السريع، مما يزيد من معاناتهم ويعرضهم لخطر الموت جوعًا أو نتيجة للاشتباكات المستمرة. وتتواصل عمليات الحصر والبحث عن الضحايا في مناطق متفرقة من الولاية، حيث ترد تقارير بشكل مستمر عن العثور على جثامين مواطنين قضوا في الهجمات الأخيرة.
مجزرة السريحة: جثث ضحايا داخل المنازل
في سياق متصل، تم توثيق مجزرة مروعة في قرية “السريحة”، حيث عثر على عشرات الجثث المتحللة لمواطنين تم تصفيتهم داخل منازلهم من قبل مليشيات الدعم السريع أثناء الهجوم على القرية. وقال مصدر موثوق إن الأعداد الأولية للقتلى من جراء الهجوم تجاوزت 200 شهيد، إضافة إلى أكثر من 200 مصاب. وأكد المواطنون الذين نجوا من الهجوم أن العديد من الجثث تم دفنها في نفس المواقع التي عثر فيها عليها بسبب حالة التحلل التي أصابتها.
صعوبة الوصول إلى الأعداد الدقيقة للضحايا
أوضح المصدر أن الجهات المعنية تواجه صعوبات بالغة في تحديد الأعداد الدقيقة للشهداء والمصابين بسبب الظروف الأمنية الخطيرة التي تمنع فرق الحصر من الوصول إلى المناطق المتأثرة بالهجمات. إضافة إلى ذلك، فإن انقطاع وسائل الاتصال يزيد من تعقيد عملية التواصل مع الأهالي وتوثيق الانتهاكات.
تأثير الأوضاع الأمنية على الحصر والتوثيق
يستمر الوضع الأمني المتدهور في فرض صعوبة شديدة على الجهود الرامية إلى توثيق الانتهاكات وحصر الضحايا. ورغم المحاولات المستمرة من بعض المنظمات المحلية والدولية لتوثيق الجرائم، إلا أن انقطاع الخدمات الأساسية وتعثر وصول الفرق الميدانية يعرقل هذه الجهود بشكل كبير.
لا تزال ولاية الجزيرة تشهد تدهورًا مروعًا في الأوضاع الأمنية والإنسانية نتيجة للهجمات المستمرة من قبل مليشيات الدعم السريع، التي تتسبب في سقوط المزيد من الضحايا من المدنيين الأبرياء. وبينما تواجه الجهات المعنية صعوبة في تحديد الأعداد الحقيقية للضحايا، فإن القلق يتزايد بشأن المستقبل القاتم للعديد من القرى والمدن التي أصبحت ميدانًا للمعارك والعنف.