أظهرت مسودة العقوبات الأوروبية الجديدة، أن الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات جديدة على العديد من الأفراد والمؤسسات الإيرانية بسبب تعاونها العسكري مع روسيا. وتستهدف الحزمة الجديدة من العقوبات بشكل خاص مجموعة الشحن الإيرانية “IRISL”، التي يُعتقد أنها متورطة في نقل البضائع العسكرية منذ سنوات.
ومن المتوقع أن يتم التصويت على هذه العقوبات الجديدة يوم الاثنين 18 نوفمبر/تشرين الثاني، ويشمل المستهدفون مجموعة واسعة من الكيانات الإيرانية المتورطة في الأنشطة العسكرية التي تدعم روسيا في حربها في أوكرانيا.
وتُعتبر مجموعة الشحن التابعة لإيران من بين الأهداف الرئيسة، حيث سبق أن تم فرض عقوبات عليها من قبل الولايات المتحدة في عام 2020، بينما فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات مماثلة في عام 2013 بسبب تعاونها مع البرنامج النووي الإيراني.
يأتي هذا القرار في وقت حساس، حيث يسعى الاتحاد الأوروبي إلى إعادة فرض عقوبات على الشحن البحري الإيراني بعد التوقيع على الاتفاق النووي بين إيران والدول الغربية في عام 2015، المعروف باسم “خطة العمل الشاملة المشتركة” (JCPOA).
الآن، وبعد تصاعد التوترات المرتبطة بالصراع في أوكرانيا، يُعيد الاتحاد الأوروبي فرض هذه العقوبات في إطار استجابته لدعم إيران العسكري لروسيا، والذي يتضمن نقل الأسلحة والطائرات بدون طيار.
وقد شملت حزمة العقوبات السابقة للاتحاد الأوروبي عقوبات ضد شركات الطيران الإيرانية. ففي 23 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، فرض الاتحاد عقوبات على ثلاث شركات طيران إيرانية، من بينها الخطوط الجوية الإيرانية “إيران إير” وشركة “ماهان إير” و”خطوط ساها الجوية”، بسبب مشاركتها في نقل الصواريخ والطائرات بدون طيار من إيران إلى روسيا لاستخدامها في حرب أوكرانيا.
كما تشمل العقوبات الجديدة عدداً من المسؤولين الإيرانيين البارزين، بما في ذلك نائب وزير الدفاع الإيراني، سيد حمزة قلندري، وقادة في “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري الإيراني، وكذلك مسؤولين في “قاعدة خاتم الأنبياء” و”القوة الجوية الفضائية” التابعة للحرس الثوري. كما تم إدراج بعض الشركات الإيرانية المرتبطة بصناعة الطائرات، مثل “شركة الطائرات الإيرانية (HESA)” و”منظمة الصناعات الجوية الإيرانية”، على قائمة العقوبات.
على الرغم من التصريحات الإيرانية المتكررة بشأن التعاون العسكري مع روسيا، إلا أن طهران نفت بشكل قاطع أن تكون قد صدرت صواريخ باليستية إلى روسيا. في هذا السياق، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مؤتمر صحفي مؤخراً أن التحقيقات الأوكرانية لم تُظهر أي دليل على أن طهران قد سلمت صواريخ باليستية إلى روسيا، ما أثار ردود فعل في وسائل الإعلام الإيرانية.
من جانبه، طالب وزير خارجية إيران، عباس عراقجي، الاتحاد الأوروبي بالتعويض الفوري عن “الخطأ” الذي ارتكبته بفرض العقوبات على شركات الطيران الإيرانية، مشدداً على أن هذه الإجراءات جاءت بناءً على “معلومات مغلوطة”.
وقال مسؤولان كبيران في الاتحاد الأوروبي لراديوفردا إن العقوبات التي تم فرضها على الشركات الإيرانية جاءت بناءً على معلومات دقيقة وموثوقة. كما نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مسؤول في الاتحاد الأوروبي قوله إن العقوبات الجديدة ستُطبق بعد الحزمة الأولى من العقوبات التي فرضت في وقت سابق.
من المتوقع أن يناقش وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي العقوبات الجديدة في اجتماعهم المزمع في بروكسل، حيث سيكون الصراع في أوكرانيا ودعم روسيا من قبل دول مثل كوريا الشمالية والصين وإيران من أبرز مواضيع النقاش