نشرت صحيفة فايننشال تايمز في تقرير لها نقلاً عن مصادر مطلعة، أن الإدارة الجديدة بقيادة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب تعتزم استعادة سياسة “الضغط الأقصى” على إيران بسرعة فور توليه منصبه في 20 يناير/كانون الثاني المقبل.
وبحسب الصحيفة، يتم حاليًا صياغة أوامر تنفيذية بهذا الخصوص، ومن المتوقع أن يوقع ترامب على هذه الأوامر في اليوم الأول من ولايته.
الأوامر التنفيذية تشمل تصدير النفط الإيراني
تتضمن الأوامر التنفيذية التي سيوقعها ترامب، بحسب التقرير، خطوات متعلقة بتصدير النفط الإيراني. وتهدف هذه السياسة إلى تقليص قدرة إيران على تمويل أنشطتها العسكرية الإقليمية، بما في ذلك دعم القوات الوكيلة في الشرق الأوسط.
ووفقًا للمصادر، فإن الحملة الجديدة للضغط على إيران تعتبر جزءًا من استراتيجية أكبر تهدف إلى إجبار طهران على العودة إلى طاولة المفاوضات بشأن برنامجها النووي، بالإضافة إلى فرض تغييرات في سياساتها الإقليمية.
تاريخ من العقوبات والتصعيد النووي
يُذكر أن ترامب كان قد انسحب من الاتفاق النووي الإيراني (JCPOA) في مايو 2018، خلال فترة ولايته السابقة، وأعاد فرض العقوبات الاقتصادية على إيران في إطار سياسة “الضغط الأقصى”.
ردًا على هذه العقوبات، قامت إيران بزيادة أنشطتها النووية، حيث رفعت مستوى تخصيب اليورانيوم إلى 60%، وهي نسبة قريبة من المستوى المطلوب لإنتاج الأسلحة النووية.
وفي حين أن العقوبات الأمريكية بقيت سارية حتى خلال فترة رئاسة جو بايدن، لم تُنفذ هذه العقوبات بشكل صارم، حيث سعى بايدن إلى إحياء الاتفاق النووي الإيراني من خلال الدبلوماسية. ومع ذلك، لم تحقق المفاوضات أي تقدم ملموس حتى الآن.
ارتفاع صادرات النفط الإيراني
وبحسب فايننشال تايمز، على الرغم من العقوبات، فقد شهدت صادرات النفط الإيراني انتعاشًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة.
حيث ارتفعت الصادرات من 400 ألف برميل يوميًا في عام 2020 إلى أكثر من 1.5 مليون برميل يوميًا في الوقت الحالي. ويُعتقد أن إدارة ترامب الجديدة قد تسعى إلى تقليص هذه الصادرات إلى مئات الآلاف من البراميل يوميًا من خلال تشديد العقوبات.
ترشيحات شخصيات مناهضة لإيران
أضافت الصحيفة أيضًا أن ترامب قد رشح عددًا من الشخصيات التي تعرف بتوجهاتها المناهضة لإيران لتولي المناصب الرئيسة في حكومته المقبلة، ومن أبرزهم السناتور ماركو روبيو كوزير للخارجية، ومايك والتز كمستشار للأمن القومي في البيت الأبيض.
اجتماع سري مع السفير الإيراني
في سياق متصل، نشرت الصحف تقارير عن اجتماع سري بين إيلون ماسك، كبير مستشاري ترامب، والسفير الإيراني لدى الأمم المتحدة. ورفضت إيران التعليق على هذه التقارير التي أثارت تساؤلات حول احتمالية وجود حوار غير معلن بين الجانبين.
ردود الفعل من طهران وواشنطن
حتى الآن، لم يرد البيت الأبيض أو مكتب دونالد ترامب على التقرير المنشور في فايننشال تايمز. كما لم تصدر الحكومة الإيرانية أي تعليق رسمي بشأن سياسة “الضغط الأقصى” التي تعتزم إدارة ترامب الجديدة تطبيقها.
توقعات لتصعيد التوترات في المنطقة
إن عودة سياسة الضغط الأقصى على إيران قد تفتح الباب لمزيد من التصعيد في العلاقات بين واشنطن وطهران، وقد تؤدي إلى زيادة التوترات في المنطقة، خاصة في ظل الظروف السياسية الحساسة التي تشهدها كل من الولايات المتحدة وإيران.