أفادت صحيفة “نيويورك تايمز” بأن الرئيس الأمريكي جو بايدن قرر السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ أمريكية بعيدة المدى ضد أهداف روسية في العمق الروسي.
ويعتبر هذا القرار تحولًا كبيرًا في السياسة الأمريكية تجاه النزاع القائم بين روسيا وأوكرانيا، ويأتي في وقت حساس حيث تستعد الولايات المتحدة لتسليم السلطة إلى الرئيس المنتخب دونالد ترمب، الذي سبق له أن تعهد بالحد من الدعم العسكري لأوكرانيا.
تفاصيل القرار:
وفقًا لتقارير الصحيفة، فإن القرار يشمل السماح باستخدام صواريخ ATACMS (نظام الصواريخ التكتيكية للجيش الأمريكي)، التي تتمتع بقدرة على ضرب أهداف على مسافة تصل إلى 190 ميلًا (حوالي 300 كيلومتر). وبحسب مسؤولين أمريكيين، فإن هذه الصواريخ من المحتمل أن تُستخدم في البداية ضد القوات الروسية والكورية الشمالية في مناطق قريبة من الحدود، وخاصة في منطقة كورسك الواقعة غرب روسيا.
ويرجح المسؤولون أن هذا القرار جاء ردًا على تصعيد عسكري مفاجئ من قبل روسيا، حيث استدعت موسكو قوات كورية شمالية للمشاركة في القتال إلى جانب الجيش الروسي. كما أن القرار جاء بعد هجوم عبر الحدود شنته روسيا في مايو الماضي باتجاه مدينة خاركيف الأوكرانية، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، مما دفع بايدن إلى السماح باستخدام أسلحة أكثر تطورًا مثل HIMARS، التي يبلغ مداها حوالي 50 ميلاً، لمساعدة أوكرانيا في الدفاع عن أراضيها.
تغيرات في السياسة الأمريكية:
قبل هذا القرار، كانت الولايات المتحدة قد فرضت قيودًا على استخدام الأسلحة الأمريكية ضد الأراضي الروسية. في بداية الصراع، كان هناك تحفز واضح من واشنطن لتجنب التصعيد المباشر مع روسيا. إلا أن الحرب المستمرة والهجمات الروسية على المدن الأوكرانية، بالإضافة إلى التدخلات الروسية المتزايدة في الصراع، دفعت إدارة بايدن إلى إعادة تقييم هذه السياسة.
قرار بايدن يأتي في إطار محاولة لتكثيف الدعم العسكري لأوكرانيا ضد القوات الروسية، في وقت حساس قبيل تولي ترمب منصبه في يناير المقبل. ترمب كان قد أشار إلى أنه يفضل الحد من تقديم المساعدات العسكرية لأوكرانيا ويرغب في إيجاد حلول دبلوماسية للتهديدات الروسية.
تأثير القرار على المعادلة العسكرية:
يمكن أن يغير استخدام صواريخ ATACMS معادلة الصراع في أوكرانيا بشكل كبير. فهذه الأسلحة تمنح القوات الأوكرانية قدرة أكبر على استهداف العمق الروسي، وهو ما قد يضغط على روسيا عسكريًا ويؤدي إلى تغيير في استراتيجياتها. ومن المرجح أن هذه الأسلحة ستساعد في إضعاف قدرات الجيش الروسي في المناطق الحدودية، وبالتالي تعزيز موقف أوكرانيا في الميدان.
من جهة أخرى، يثير السماح باستخدام هذه الأسلحة القلق من أن يؤدي التصعيد العسكري إلى نتائج غير متوقعة، قد تؤدي إلى توتر أكبر في العلاقات بين واشنطن وموسكو، وهو ما قد يهدد بتوسيع نطاق الحرب بشكل أكبر.