في خطوة مثيرة، أفاد موقع “والا” العبري أن رئيس جهاز الشاباك الإسرائيلي، رونين بار، قام بزيارة سرية إلى تركيا يوم السبت الماضي، حيث التقى رئيس جهاز الاستخبارات التركية، إبراهيم قالن.
هذه الزيارة جاءت في إطار الجهود الإسرائيلية المتواصلة للبحث في إمكانية التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى مع حركة حماس.
التعاون الاستخباراتي الإسرائيلي التركي
على الرغم من التوترات السياسية التي شهدتها العلاقات بين الحكومة الإسرائيلية والقيادة التركية في الفترة الأخيرة، فإن زيارة رئيس الشاباك تشير إلى محاولات إسرائيلية لتوطيد التعاون الأمني مع تركيا ضد حركة حماس.
وبحسب تقارير صحيفة “معاريف”، فإن بار يعمل على تسخير نفوذ تركيا ضد الحركة، التي تستضيف العديد من كبار قادتها على أراضيها وتتمتع بنفوذ كبير داخل التنظيم.
تحركات قادة حماس وتوجهاتهم
في الأيام الأخيرة، ظهرت تقارير إسرائيلية تشير إلى مغادرة عدد من كبار قادة حركة حماس، الذين كانوا يقيمون في قطر، إلى تركيا.
و من بين قادة حماس كان خليل الحية، كبير مفاوضي الحركة، الذي يُحتمل أن يكون قد سافر إلى تركيا في إطار ترتيبات قد تؤثر على مفاوضات صفقة التبادل.
لكن، وعلى الرغم من هذه التحركات، فإن مصادر إسرائيلية نقلت عن صحيفة “جيروزاليم بوست” تأكيدها أن تركيا لا يمكن أن تلعب دور الوسيط في صفقة تبادل الأسرى مع حماس، وأن الدولتين الرئيسيتين اللتين تلعبان دور الوساطة في هذه الصفقة هما مصر وقطر إلى جانب جهود أمريكية.
هذه التصريحات تأتي في الوقت الذي أكدت فيه قناة “كان” الإسرائيلية أن العديد من قادة حماس يقيمون في تركيا، ما يعكس تعقيد الملف السياسي والأمني المرتبط بالحركة.
مواقف إسرائيلية بشأن صفقة تبادل الأسرى
في سياق متصل، ناقش كبار المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين، من بينهم رئيس جهاز الشاباك ورئيس الموساد ورئيس الأركان ورئيس مقر الأسرى والمختطفين في الجيش الإسرائيلي، التحديات المتعلقة بالتوصل إلى صفقة تبادل أسرى مع حماس.
بحسب التصريحات الواردة في الاجتماع، فقد أكد المسؤولون الإسرائيليون أن حركة حماس ترفض بشكل قاطع التراجع عن مطلبها بإنهاء الحرب في غزة ووقف العمليات العسكرية قبل أي تقدم في مفاوضات إطلاق سراح الأسرى.
وبينما أشار المسؤولون الإسرائيليون إلى أن هناك حاجة ملحة لإعادة النظر في الموقف الإسرائيلي في حال كانت الحكومة مهتمة بتحقيق تقدم في صفقة التبادل، فإن التحدي الأكبر يتمثل في كيفية التوفيق بين شروط حماس والشروط الإسرائيلية لتحقيق انفراج في ملف الأسرى.
التحديات أمام التوصل إلى صفقة
الوضع في غزة يظل معقداً للغاية، حيث أن مطالب حماس تتعدى مجرد إطلاق سراح الأسرى لتشمل وقف الهجمات العسكرية ووقف العمليات الإسرائيلية في القطاع.
هذه الشروط تشكل عقبة رئيسية أمام التوصل إلى أي اتفاق، في حين أن إسرائيل تتبع سياسة لا تساوم بشأن أمنها ورفضها التراجع عن العمليات العسكرية في غزة.
من ناحية أخرى، لا يزال دور الوساطات الإقليمية والدولية مفتوحاً، حيث يُتوقع أن تستمر مصر وقطر في الضغط على الأطراف المختلفة للتوصل إلى حلول وسط، ولكن مع استمرار التوترات السياسية في المنطقة، قد تكون فرصة التوصل إلى اتفاق طويل الأمد ضئيلة.