قال السيناتور الأميركي، جون ثون، إن “الولايات المتحدة يجب أن تمرر تشريعاً يهدد المحكمة الجنائية الدولية بفرض عقوبات، إذا سعت لإصدار مذكرات اعتقال ضد رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، وآخرين.
وأضاف ثون في تغريدة على منصة “أكس”، أنه “إذا لم تتراجع المحكمة الجنائية الدولية ومدعيها العام عن أفعالهما الشنيعة وغير القانونية لمتابعة أوامر الاعتقال ضد المسؤولين الإسرائيليين، فيجب على مجلس الشيوخ أن يقر على الفور تشريعات العقوبات، كما فعل مجلس النواب”.
وأكد السيناتور الأميركي أنه “إذا لم يتحرك زعيم الأغلبية شومر، فإن الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ستقف مع حليفتنا الرئيسة إسرائيل، وتجعل هذا التشريع – وغيره من التشريعات الداعمة – أولوية قصوى في الكونغرس المقبل”.
وطالب المدعي العام لدى محكمة الجنايات الدولية المحكمة، في سبتمبر الماضي، بالإسراع في إصدار مذكرتي اعتقال لكل من نتنياهو ووزير الأمن الإسرائيلي السابق، يوآف غالانت، في ضوء تردي الأوضاع في قطاع غزة.
في خمسينيات القرن الماضي كتب المفكر المصري عباس محمود العقاد كتابه “الصهيونية العالمية” يرصدُ فيه النشأة والتأثير الذي قامت به هذه الحركة، وقد شكك الرجل في “بروتوكولات حكماء صهيون” وهي توصيات كبار المؤثرين الصهاينة التي يخططون ويتآمرون فيها على العالم.
وقد كان العقّاد مقتنعا بأن الصهاينة لا يحتاجون لهذه البروتوكولات، لأن لديهم داعمين أقوياء يسعون بكل إخلاص في تنفيذ أجنداتهم، وعلى رأسهم الدول الغربية الكبرى التي قامت بهذه المهمة ليس حبّا في الصهاينة اليهود وإنما خدمة للمصالح الاستعمارية وعداوة أصيلة للإسلام، وضرب على ذلك أمثلة لافتة أدركها الرجل مبكرا بُعيد إنشاء إسرائيل.
وهذا التصور من العقاد تؤكده قوة روابط العلاقات الأميركية بالصهيونية منذ أوائل القرن الـ19، وذلك قبل أن تتبلور مشروعا عمليا مع الصحفي ومؤسس الصهيونية ثيودور هرتزل (ت 1904) وتتحول فيما بعد إلى هجرة منظّمة فاحتلال مُحكم.
تعد اللوبيات مكوناً أساسياً من مكونات الخرائط السياسية في بعض دول العالم، إذ أنها قامت بدور هام في أنظمة الحكم السياسية بالمجتمعات ذات القوميات المتعددة، التي تسعى من خلالها للحافظ على مصالحها السياسية المتعددة.
وظهر دور اللوبيات بشكل بارز في الدول التي تعتمد على النظام الديمقراطي باعتباره أساسا للحكم، وكانت الولايات المتحدة الأمريكية من أوائل الدول التي حرص الصهاينة على تكوين نشاطهم فيها، حتى أصبحت الأقلية اليهودية من أنشط القوى الضاغطة في النظام الأمريكي.
ونظراً لأهمية المشرق العربي الاستراتيجية، والسياسية، والاقتصادية، فإنه يعد منطقة تصادم بين مصالح القوى السياسية العالمية والمصالح القومية العربية، وخاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والأطماع الصهيونية.
يعتقد الكثيرون أن أمريكا الباسطة ذراعيها على العالم بقواتها وقواعدها العسكرية وأساطيلها الحربية المنتشرة على طول البحار والمحيطات، أكيد، فهذا هو الواقع والظاهر أيضا، ويعتقدون أيضا أن الكيان الصهيوني هو صناعة أمريكية لخلق التوتر في الشرق الأوسط وردع كل ما من شأنه تهديد إمبراطورية أمريكا حول العالم.
فهذا الأمر وارد أيضا، لكن الحقيقة التي لا يمكن أن يجادل فيها شخصان عارفان بخبايا العلوم السياسية والعلاقات الدولية أن اللوبي الصهيوني المتواجد بأمريكا هو المتحكم في السياسات الأمريكية وخصوصا السياسة الخارجية.
بخصوص التمويل الذي تقدمه أمريكا للكيان الصهيوني قدر في الحد الأدنى بما يقارب 90 مليار دولار خلال الخمسين سنة الماضية، والموجه أساسا لتقوية الآلة الحربية الصهيونية التي تبيد الفلسطينيين في مرئى ومسمع من العالم ولا أحد يحرك ساكنا، وبناء المستوطات وتحصينها بأحدث التكنولوجيات الممكنة والمطورة.
ولا يكف هذا اللوبي الخطير المتمثل في جماعات الضغط في توجيه السياسات الأمريكية، فداخليا يمول حملات الترشح للكونغرس للعديد من النواب بملايين الدولارات وفي نفس الوقت هم الذين ينفدون أجندة اللوبي من خلال التصويت على قرارات تكون في صالحهم وفي صالح الكيان الصهيوني.
ويذكر أن أي دولار ينفقه اللوبي للتأثير على نتائج الاقتراع الأمريكية، يحصل بموجبه الكيان الصهيوني بالمقابل على خمسين دولارا كمعونة لتمويل بناء المستوطنات وتسليحها، إنها صفقة مربحة جدا جدا.