الكوليرا تفتك بسكان الهلالية السودانية المحاصرة.. تفاصيل مروعة
أكدت مصادر طبية أن عشرات السكان الفارين من بلدة الهلالية السودانية، التي تتعرض لحصار شديد من قبل قوات الدعم السريع، قد أصيبوا بمرض الكوليرا. يمثل هذا الاكتشاف تطوراً خطيراً يسلط الضوء على الأسباب المحتملة للوفيات الجماعية التي تم الإبلاغ عنها في المنطقة.
حصار وحشي وتفشي أمراض:
بدأت مأساة الهلالية مع حصار شديد فرضته قوات الدعم السريع على البلدة في نهاية أكتوبر الماضي، وذلك بعد انشقاق أحد قادة المليشيا وانضمامه للقوات المسلحة السودانية. وقد تسبب الحصار في معاناة إنسانية هائلة، حيث قُتل العشرات في الهجمات الأولية، ونُهبت المرافق الطبية، وقطعت الإمدادات الأساسية عن السكان.
مع تدهور الأوضاع، بدأت تنتشر شائعات حول تسميم قوات الدعم السريع للسكان. ومع ذلك، فإن تفشي مرض الكوليرا يقدم تفسيراً أكثر واقعية للوفيات المتزايدة. ففي ظل نقص المياه النظيفة والصرف الصحي، وانتشار الأوساخ، أصبح انتشار الأمراض المعدية أمراً لا مفر منه.
أرقام مرعبة:
يقدّر الناشطون المحليون أن أكثر من 300 شخص قد لقوا حتفهم في الهلالية نتيجة للحصار والظروف الإنسانية المزرية. كما نشرت جاليات سودانية في الخارج قوائم بأسماء أكثر من 400 حالة وفاة، وهو رقم يتزايد باستمرار.
استجابة متأخرة:
على الرغم من تحذيرات الأمم المتحدة من تفشي محتمل للكوليرا في شرق ولاية الجزيرة، إلا أن الاستجابة الدولية للأزمة كانت بطيئة وغير كافية. وقد فاقم نهب قوات الدعم السريع للمستشفيات والعيادات من صعوبة التعامل مع تفشي المرض، حيث حرم السكان من الأدوية والمعدات الطبية اللازمة.
دعوات للتدخل الدولي:
تؤكد الأزمة الإنسانية في الهلالية على الحاجة الملحة للتدخل الدولي لوقف العنف وإنهاء الحصار، وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة للسكان المتضررين. كما يجب على المجتمع الدولي الضغط على الأطراف المتحاربة للوصول إلى حل سياسي يضمن حماية المدنيين.