أفادت مصادر محلية في جزيرة قشم جنوب إيران بتورط جهات مجهولة في تهريب شواهد القبور التاريخية من المقابر القديمة في سهل طوريان إلى قطر ، مما أثار قلقًا واسعًا بين الناشطين في مجال التراث الثقافي.
وأكد بعض السكان المحليين لمتحف قطر أن شواهد القبور القديمة، التي تعود إلى القرنين السادس والسابع الهجريين، قد تم تهريبها إلى دول الخليج، وهو ما يثير تساؤلات حول سرقة الآثار الإيرانية وتحويلها إلى متاحف في المنطقة.
ورغم هذه الاتهامات، نفى إبراهيم رستم غوراني، المدير العام للتراث الثقافي والسياحة في منطقة قشم الحرة، أن تكون هناك أي عمليات تهريب لهذه الشواهد، مشيرًا إلى أنه ليس على دراية بتلك الواقعة. وأضاف أن الإحصائيات المتعلقة بإزالة 50 شاهد قبر من المقابر لا تبدو دقيقة، مؤكدًا أن خططًا قيد التنفيذ تشمل إنشاء متحف في الهواء الطلق للشواهد التاريخية في المنطقة.
وحسب المصادر، كانت أكثر من 100 شاهد قبر قديم موجودًا في سهل طوريان، وتم إزالة حوالي 50 منها. وتُعتبر شواهد القبور في قشم ذات قيمة تاريخية وفنية كبيرة، حيث تحمل زخارف فنية ورموزًا تعكس الثقافة المحلية من أشكال هندسية وصور دينية وحياة بحرية، إضافة إلى كتابات بالفارسية والعربية والتركمانية.
ورغم نفى المسؤولين المحليين، طالب نشطاء التراث الثقافي بتشكيل وحدة حماية متخصصة لحماية هذه الآثار التاريخية التي تُعد جزءًا من التراث الثقافي الغني لإيران. ووفقًا للمسؤولين المحليين، هناك جهود جارية لتوفير إضاءة لهذه المقابر التاريخية وبناء متحف في الهواء الطلق لحفظ الشواهد.
في هذا السياق، يواجه التراث الثقافي الإيراني تهديدات متعددة تشمل التآكل الناتج عن العوامل المناخية، بالإضافة إلى عمليات الحفر غير المصرح بها، التي يمكن أن تؤدي إلى فقدان المزيد من الشواهد الهامة.
ووسط هذه المخاوف، أصبح تهريب الآثار الإيرانية إلى دول الخليج قضية مشتعلة، خاصة بعد ورود أنباء عن تهريب أحجار الأسد التاريخية من مقابر إيزيه في بختياري إلى دول خليجية، حيث يُقال إن بعض الأثرياء يدفعون مبالغ ضخمة لشراء القطع الأثرية الإيرانية لتزيين الفلل الفاخرة.
وتتزايد الدعوات من قبل نشطاء التراث الثقافي لضمان حماية هذه الكنوز التاريخية من السرقة أو التدمير، مؤكدين أن هذا التراث يعد جزءًا من الهوية الثقافية الإيرانية ولا يجب السماح بتهريبه إلى الخارج.