كشف مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن “هيئة تحرير الشام” تمكنت من دخول مدينة حلب دون أي مقاومة تذكر من قوات الجيش السوري، مشيرًا إلى أن النظام السوري لم يتخذ أي إجراء لصد الهجوم على المدينة.
وقال عبد الرحمن إن المسؤولين في دمشق وصفوا الهجوم بالمفاجئ، رغم تحذيرات المرصد السوري بشأنه منذ أشهر، معتبراً أن تركيا كانت العامل الرئيسي الذي سمح لـ”تحرير الشام” بدخول حلب.
وأوضح عبد الرحمن أن “هيئة تحرير الشام” قادت العملية العسكرية بالتعاون مع فصائل منشقة عن الجيش الوطني السوري، مشيرًا إلى أن المعركة قد أسفرت عن السيطرة على أكثر من 60 بلدة وقرية في ريفي إدلب وحلب، فيما تم قتل نحو 90 جنديًا من قوات الجيش السوري.
كما قتل 126 عنصرًا من “هيئة تحرير الشام”، بينهم انتحاريون، بالإضافة إلى 23 من الفصائل المتحالفة معها، و26 مدنيًا نتيجة قصف الطائرات الروسية، بالإضافة إلى 4 طلاب جامعيين قضوا جراء قصف الهيئة على المدينة الجامعية.
وتابع عبد الرحمن بالقول إن “هيئة تحرير الشام” كانت قد أعدت العدة لهذه المعركة منذ شهر سبتمبر الماضي، لافتًا إلى أن ميزان القوى الآن يميل لصالح الهيئة، التي تضم آلاف المقاتلين، بينهم 150 انتحاريًا وأكثر من 2000 طائرة مسيرة انتحارية جاهزة للمشاركة في المعركة.
وأضاف أن العملية العسكرية بدأت في حي “يزيد بن معاوية” في ريف حلب الجنوبي الغربي، ووصلت إلى أطراف مدينة حلب، على بعد مئات الأمتار من حي حلب الجديدة.
وأشار عبد الرحمن إلى أن المعارك أسفرت عن قطع الطريق الدولي بين حلب ودمشق، وهو ما يزيد من تعقيد الوضع في المنطقة. وبالنسبة للأشخاص الذين ينزحون من المناطق التي تشهد معارك، ذكر أن النزوح يتم باتجاه الرقة أو إلى وسط سوريا عبر طريق خناصر، وهو طريق محفوف بالمخاطر نتيجة تهديدات تنظيم “داعش”.
في السياق نفسه، تحدث عبد الرحمن عن تحركات ميليشيات موالية لإيران في المنطقة، حيث توجه رتل عسكري مكون من 40 سيارة “بيك آب” تابعًا لميليشيا “لواء الباقر” من مدينة دير الزور نحو حلب، عقب تحرك مماثل للفرقة 25 مهام خاصة التابعة لقوات النظام السوري.
تزامنًا مع ذلك، أعلنت “هيئة تحرير الشام” والفصائل المتحالفة معها عن السيطرة على 20 موقعًا وقرية في ريفي إدلب وحلب، بما في ذلك دخول خمسة أحياء في مدينة حلب، مثل الحمدانية وحلب الجديدة و3000 شقة والجميلية وصلاح الدين، بعد تنفيذ عمليتين انتحاريتين واشتباكات عنيفة في محيط المدينة. هذه هي المرة الأولى التي تتمكن فيها الفصائل المهاجمة من دخول الأحياء المذكورة منذ عام 2016.
من جهة أخرى، أكدت مصادر ميدانية ارتفاع حصيلة القتلى من العسكريين والمدنيين إلى 277 شخصًا، منذ بدء عملية “ردع العدوان” في ريفي إدلب وحلب، والتي دخلت يومها الثالث في 27 نوفمبر.
وفيما يتعلق بالتحركات السياسية، يرى رامي عبد الرحمن أن المستفيد الوحيد من هذه التطورات هو تركيا، التي تستفيد من الوجود العسكري لـ”هيئة تحرير الشام” والفصائل المدعومة من قبلها في شمال سوريا. وأضاف أن تصاعد المعارك وتغير ميزان القوى في المنطقة قد يعيد الوضع إلى ما كان عليه قبل خمس سنوات، في حال استمرت المعركة بنفس الوتيرة.