في افتتاح مؤتمر القاهرة الوزاري لتعزيز الاستجابة الإنسانية في قطاع غزة، أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي أن المؤتمر يعقد في ظل استمرار مأساة إنسانية غير مسبوقة يعاني منها الشعب الفلسطيني نتيجة للعدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة. وأشار إلى أن الوضع في غزة فاق جميع الحدود الإنسانية بسبب استمرار الاحتلال الإسرائيلي الذي يعمق معاناة الشعب الفلسطيني، ويضاعف التحديات الناتجة عن تقاعس المجتمع الدولي عن اتخاذ مواقف حاسمة لوقف الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين.
وزير الخارجية المصري أشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل ارتكاب الفظائع بحق المدنيين في غزة منذ أكثر من عام، حيث يتعرض الشعب الفلسطيني للقتل، التشريد، وتدمير المنشآت المدنية، بما في ذلك المدارس، المستشفيات، والمساجد، وأكد أن المجتمع الدولي كان يتفرج على تلك الجرائم دون اتخاذ إجراءات فاعلة. كما نوه إلى أن حصيلة العدوان كانت مقتل أكثر من 43 ألف فلسطيني، مع نزوح أكثر من 2 مليون شخص، بالإضافة إلى تدمير أكثر من 2000 منشأة تابعة للأونروا.
وأوضح عبد العاطي أن الاحتلال الإسرائيلي لا يكتفي بالعدوان العسكري، بل يمنع دخول المساعدات الإنسانية والطبية إلى القطاع، مما يزيد من حدة الكارثة الإنسانية. كما أشار إلى محاولات تقويض عمل وكالة الأونروا، التي تمثل شريان حياة للفلسطينيين في غزة، ورفضت مصر بشكل قاطع أي محاولة لتدمير الوكالة، مؤكدة أنه لا بديل عنها في القطاع.
وفي سياق دعم مصر للأشقاء الفلسطينيين، سلط وزير الخارجية المصري الضوء على جهود مصر المستمرة منذ بدء العدوان في أكتوبر 2023، حيث قدمت نحو 70% من المساعدات الإنسانية إلى غزة، كما استضافت الجرحى الفلسطينيين ووفرت لهم الرعاية الصحية. بالإضافة إلى تسهيل إدخال المستشفيات الميدانية والمساعدات الغذائية والطبية إلى القطاع. وأكد أن مصر مستعدة لتوسيع هذا الدعم فور توافر الظروف الأمنية اللازمة لضمان دخول المساعدات.
عبد العاطي دعا المجتمع الدولي، وبالأخص مجلس الأمن، إلى الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لفتح المعابر والموافقة على دخول المساعدات الإنسانية دون عراقيل. كما شدد على ضرورة أن يتحمل الاحتلال الإسرائيلي مسؤولياته بموجب القانون الدولي والإنساني. وفي هذا السياق، أكد وزير الخارجية المصري ضرورة أن تتحمل الدول الكبرى مسؤولياتها في تنفيذ قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بوقف إطلاق النار وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية.
عبد العاطي اختتم كلمته بتأكيد موقف مصر الثابت في دعم حقوق الشعب الفلسطيني، مشدداً على رفض مصر لكافة محاولات تصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم. كما أعرب عن تقديره لشجاعة الأمين العام للأمم المتحدة السيد أنطونيو جوتيريش في الدفاع عن ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.
وفي ختام كلمته، وجه وزير الخارجية المصري تحية إجلال وتقدير للشعب الفلسطيني على صموده وتضحياته، مؤكداً أن مصر ستظل داعمة للقضية الفلسطينية، ولن تدخر جهداً في مساعدة الفلسطينيين في محنتهم.