ذكرت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية الى ان رياض حجاب سيصبح رئيساً للوزراء في سوريا خلال فترة انتقالية، كما يرأس حكومة انتقالية.
وبالتالي، لن تضطر الولايات المتحدة إلى التعامل مع محمد الجولاني، الذي تعتبره “إرهابياً” على رأس “هيئة تحرير الشام”.
وحجاب هو سياسي سوري ولد عام 1966 في محافظة دير الزور، في 6 حزيران 2012 عينه الرئيس السوري بشار الأسد رئيسا للحكومة خلفا لعادل سفر، لكنه أعلن انشقاقه عن النظام عقب شهرين فقط في 6 أغسطس، وانضم إلى الثورة الشعبية التي كانت تنادي بسقوط النظام، وغادر برفقة عائلته إلى الأردن.
وخلال توليه منصب رئيس الحكومة فرضت عليه الخزانة الأميركية في 18 تموز 2012 عقوبات إلى جانب آخرين، قبل أن ترفعها عنه بعد أيام من انشقاقه.
وانتخب منسقا عاما للهيئة العليا للمفاوضات عام 2015، قبل أن يستقيل منها بعد عامين، معبرا عن خيبة أمله من محاولات إطالة أمد النظام والتسويات الدولية التي رآها لا تخدم أهداف الثورة السورية.
وشغل رياض حجاب قبيل توليه رئاسة الوزراء مناصب حكومية عدة، إذ كان محافظا للقنيطرة من عام 2008 حتى فبراير 2011، ثم محافظا للاذقية بنهاية الشهر نفسه، قبل أن يصبح وزيرا للزراعة في حكومة عادل سفر في ابريل2011.
كما يتمتع رياض حجاب بعدة مؤهلات مهمة لقيادة المرحلة الانتقالية في سوريا:خبرته السياسية كرئيس وزراء سابق وفهمه العميق لمؤسسات الدولة.
وموقفه الواضح من وحدة الأراضي السورية، حيث يعتبرها خطاً أحمر ويرفض أي مشاريع تقسيمية.
فضلا عن رؤيته الشاملة للحل التي تركز على التسامح والعدالة وصيانة كرامة الشعب، لكن هناك تحديات تواجه أي قيادة انتقالية، منها ضرورة إعادة بناء المؤسسات المترهلة للمعارضة.
وتعقيدات العدالة الانتقالية وملفات المحاسبة،الحاجة لمعالجة قضايا عدم المساواة التاريخية والتمييز، والنجاح في قيادة المرحلة الانتقالية سيعتمد على القدرة على تجاوز الخلافات وبناء توافق وطني، وليس فقط على شخص القائد.
من جهته يري الكاتب والمحلل السياسي في شؤون الشرق الأوسط محمود الطرن ان الدكتور حجاب شخصية سياسية محترمة و مخلصة للثورة السورية.
ويقول الطرن علي حسابه في موقع إكس:”شكل انشقاقه أكبر ضربة سياسية لنظام الأسد منذ اندلاع الثورة و أكبر صدمة سياسية داعمة للثورة على امتداد تاريخها.ما يميز الدكتور رياض عن بقية الشخصيات هو إقدامه على اتخاذ قرار مصيري بجرأة كبيرة متحملا مسؤولية ذلك القرار مع الإدراك التام لمدى رمزية و خطورة الخطوة و تداعياتها في آن واحد”.
مضيفا ان :”هذه إحدى صفات رجال الدولة الذين يبادرون بشجاعة على مجازفة بهذا الحجم و ما أحوجنا لهم اليوم و في كل اليوم.الدكتور رياض مطلع على آلية إدارة و عمل الدولة في سوريا بحكم تدرجه في المناصب حتى تعيينه رئيسا لمجلس الوزراء قبل انشقاقه و انضمامه للثورة السورية عام 2012″.
وقال الطرن انه يعتقد برأي أنه الأجدر على قيادة مرحلة انتقالية و توحيد كل أطياف الشعب السوري نحو إعادة بناء الدولة و تحقيق العدالة للجميع. مضيفا :”أتمنى من كل قلبي أن يتم الالتفاف حوله و السعي لتشكيل قيادة سياسية جديدة للمعارضة برئاسته لتبادر بحملة و جهود دولية بدماء جديدة و استراتيجية حقيقية مختلفة عما عهدناه سابقا لعلها تحدث اختراق ما على الساحة الدولية”.
وختم بالقول :”شئنا أم أبينا، لا بد من البداية من مكان ما و لا يمكن الاستسلام للوضع الراهن، على الأقل فيما يتعلق بالعلاقات الدولية و الجهود الديبلوماسية. لا بد من التغيير”.