تكليف محمد البشير برئاسة حكومة انتقالية في سوريا
أعلن محمد البشير، في بيان تلفزيوني، يوم الثلاثاء، عن تكليفه من قبل قائد تحرير الشام، أحمد الشرع المعروف بـ “أبو محمد الجولاني”، بتولي رئاسة حكومة انتقالية في سوريا، والتي من المقرر أن تستمر حتى أول مارس 2025. ويأتي هذا التكليف في وقت بالغ الأهمية بالنسبة للأوضاع في سوريا، في ظل التغيرات الجذرية التي تشهدها البلاد.
وكان محمد البشير قد ترأس سابقًا حكومة الإنقاذ التي شكلتها هيئة تحرير الشام في محافظة إدلب، قبل أن تتعرض الحكومة للانهيار نتيجة الهجوم الخاطف الذي استمر 12 يومًا، وأسفر عن الإطاحة بالرئيس بشار الأسد، ليخلق ذلك واقعًا سياسيًا جديدًا في البلاد.
المرحلة الانتقالية وتحدياتها
تتوجه الأنظار الآن إلى المرحلة الانتقالية في سوريا، التي تثير العديد من التساؤلات حول آفاق الاستقرار السياسي وسبل إعادة بناء الدولة. وتشير التوقعات إلى أن هذه المرحلة ستكون مليئة بالتحديات، إذ يواجه الفاعلون الرئيسيون صعوبات جمة في تحقيق استقرار دائم وضمان وحدة الأراضي السورية.
الإجماع بين الخبراء المحليين والدوليين يتركز حول ضرورة بناء دولة حديثة تعتمد على الوطنية والشمولية، مع الالتزام الكامل بالشرعية الدولية. في الوقت نفسه، يبقى التساؤل قائمًا حول مدى قدرة الأطراف الفاعلة، وخاصة هيئة تحرير الشام، على تطبيق هذه الرؤية في ظل تعقيدات المشهد السياسي والأمني في البلاد.
فرص وتحديات الحكومة الانتقالية
مع تكليف محمد البشير بتشكيل حكومة انتقالية، يتطلع كثيرون إلى كيفية التعامل مع الوضع الراهن، خاصة في ظل التوترات المستمرة في العديد من المناطق السورية. وبالرغم من التحديات الكبيرة، هناك فرصة حقيقية لبناء أسس جديدة للحكم والعدالة في سوريا، شرط وجود توافق داخلي بين الأطراف المتنازعة، ودعم قوي من المجتمع الدولي.
ومع استمرار المعارك لإعادة بناء مؤسسات الدولة، يتعين على الحكومة الانتقالية الجديدة إثبات قدرتها على قيادة البلاد في هذه المرحلة الحرجة. ومن المتوقع أن تواجه سوريا صعوبات كبيرة في ضمان الاستقرار السياسي والاقتصادي، مما يتطلب تعاونًا بين جميع الأطراف المعنية للوصول إلى حل شامل ومستدام.
تسعى الحكومة الانتقالية الجديدة بقيادة محمد البشير إلى إثبات قدرتها على قيادة البلاد نحو مرحلة الاستقرار وإعادة البناء، ولكن الطريق لا يزال طويلاً ويحتاج إلى مزيد من الجهود المشتركة بين السوريين أنفسهم، وكذلك الدعم الدولي من أجل تحقيق استقرار دائم في سوريا وضمان وحدة الأراضي.