شهدت إيران انقطاع التيار الكهربائي بشكل كامل عن غالبية مدن ايران، وسط غضبرالشعب الإيراني من تكرار انقطاع الكهرباء.
وأوضح نائب رئيس شركة توفانير، محسن ذبيحي، عن بدء تنفيذ مشروع انقطاع التيار الكهربائي المنظم في إيران، والذي سيبدأ اعتباراً من يوم السبت 13 ديسمبر 2024 .
انقطاع التيار الكهربائي الإعلان جاء خلافًا للتصريحات السابقة للحكومة التي كانت تؤكد على الاستقرار في إمدادات الكهرباء، وكذلك التأكيدات من النواب الإيراني على ضرورة ضمان توفر الكهرباء للقطاع المنزلي.
أسباب انقطاع التيار الكهربائي:
وقال ذبيحي إن الزيادة الحادة في استهلاك الطاقة، خصوصًا في ظل انخفاض درجة الحرارة في معظم مناطق إيران، كانت من أبرز العوامل التي أدت إلى اتخاذ هذا القرار.
وأوضح أن البرد القارس في البلاد زاد من استهلاك الغاز في المنازل، ما أدى إلى نقص في الوقود المتاح لتشغيل محطات توليد الكهرباء.
كما أضاف أن انخفاض درجة الحرارة أثر أيضًا على قدرة محطات توليد الطاقة على تلبية احتياجات إمدادات الكهرباء للعملاء المنزليين.
إجراءات قطع الكهرباء في الفيلات الحديقة:
إلى جانب الانقطاع المنظم للكهرباء في المدن، أعلنت شركة توفانير عن بدء مراقبة وقطع الكهرباء عن الفيلات الحديقة، وذلك بعد أن قامت شركة الغاز الوطنية بقطع إمدادات الغاز عن أكثر من 53 ألف فيلا حديقة في إيران. هذه الإجراءات تأتي في إطار محاولة تقليل الضغط على الشبكة الكهربائية الوطنية وتوفير الوقود لمحطات الكهرباء.
التهديدات التي قد تواجه إمدادات الطاقة:
من جانبه، حذر أمين سر الاتحاد النقابي لمحطات الطاقة، عباس كريمي، من أن استمرار نقص الوقود قد يؤدي إلى فرض مزيد من القيود على إمدادات الطاقة في إيران خلال فصل الشتاء.
وأوضح كريمي أن أحد أبرز أسباب انقطاع التيار الكهربائي هو قلة الوقود السائل وانخفاض كمية الغاز المخصص لتشغيل محطات توليد الكهرباء، مما يفاقم الأزمة الحالية.
تأثير انقطاع التيار الكهربائي على الحياة اليومية:
انقطاع التيار الكهربائي المتكرر في مختلف مدن إيران كان له تأثير سلبي كبير على حياة المواطنين اليومية. في الأيام الأخيرة، قامت السلطات الإيرانية بإغلاق المدارس والمكاتب الحكومية تحت ذريعة تلوث الهواء، وهو ما دفع العديد من المواطنين للتعبير عن معاناتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وحسب ما أفاد شاهد عيان من طهران لإذاعة صوت أمريكا، فإن انقطاع الكهرباء أثر بشكل كبير على الأعمال التجارية في المدن،
ولفت إلى أن انقطاع الإنترنت بسبب انقطاع الكهرباء جعل من المستحيل على الموظفين العمل عن بعد. كما أشار إلى أن انقطاع التيار الكهربائي أدى أيضًا إلى تعطيل مضخات المياه في الوحدات السكنية، مما أسفر عن انقطاع المياه في العديد من المناطق.
في نفس السياق، كتبت وكالة أسوشيتد برس، أن انقطاع التيار الكهربائي المستمر في إيران خلال الأشهر الأخيرة قد أثّر بشكل كبير على حياة المواطنين وأعمالهم، مشيرة إلى أن هذا الوضع لا يرجع فقط إلى مشاكل فنية أو إدارية، بل يتداخل معه عدة عوامل، مثل الجفاف المستمر، العجز في الميزانية، والعقوبات الدولية المفروضة على إيران بسبب الأنشطة النووية.
العوامل المساهمة في أزمة الكهرباء:
تتعدد الأسباب التي ساهمت في أزمة انقطاع التيار الكهربائي في إيران. من بين هذه الأسباب، يعتقد البعض أن ظاهرة الجفاف المستمر في البلاد أثرت بشكل كبير على قدرة محطات توليد الطاقة على توليد الكهرباء بكفاءة، بالإضافة إلى انخفاض احتياطيات الطاقة وعدم توفير الوقود اللازم لتشغيل المحطات.
و من العوامل الأخرى التي يراها البعض مساهمة في الأزمة، هو ازدهار صناعة تعدين العملات الرقمية في إيران، التي تستهلك كميات ضخمة من الكهرباء، ما يزيد الضغط على شبكة الطاقة الوطنية.