في خطوة تعكس اهتمام الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، بتعزيز العلاقات مع المملكة العربية السعودية، أكد موقع “أكسيوس” نقلاً عن مصادر مطلعة أن ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص لترامب إلى الشرق الأوسط، سافر إلى السعودية في 21 ديسمبر/كانون الأول والتقى مع ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان.
هذا اللقاء هو الأول بين الأمير محمد بن سلمان وأحد أعضاء إدارة ترامب المستقبلية منذ فوز ترامب في انتخابات 5 نوفمبر/تشرين الثاني.
ترامب، الذي عين ستيف ويتكوف – أحد أصدقائه المقربين – ممثلاً خاصاً له في الشرق الأوسط، يسعى إلى التوصل إلى اتفاق كبير مع السعودية، وهو هدف بدأ العمل عليه في عهد إدارة الرئيس جو بايدن، لكنه لم يحقق نتائج ملموسة.
وفقًا لما ذكره الموقع، يهدف ترامب إلى التوصل إلى معاهدة سلام تاريخية بين إسرائيل والسعودية، بالإضافة إلى التقدم في ملف الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
ترامب عبر عن أمله في أن يتم التوصل إلى “سلام دائم” في المنطقة، مشيرًا إلى أن هذا لا يعد سيناريو مؤكداً لكنه يتمنى أن يرى الجميع يعيشون في سلام.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، تحدث ترامب مع مجلة “تايم” قائلاً: “أريد سلامًا لا يكون فيه 7 أكتوبر بعد ثلاث سنوات. أحب أن أرى الجميع سعداء”.
زيارة ويتكوف تأتي ضمن سلسلة من التفاعلات بين مستشاري ترامب وقادة الشرق الأوسط في الأسابيع الأخيرة.
وحسب المصادر، فقد ناقش ويتكوف والأمير محمد بن سلمان العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية، بالإضافة إلى القضايا المتعلقة بحرب غزة وإمكانية تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية.
كما أشار التقرير إلى أن ويتكوف شارك مؤخرًا في مؤتمر للعملات المشفرة في الإمارات العربية المتحدة، حيث التقى بمستشار الأمن القومي الإماراتي لمناقشة الحرب في غزة، الأوضاع في سوريا، وغيرها من القضايا الإقليمية.
من جهة أخرى، في إطار جولته في المنطقة، التقى مسعد بولس، كبير مستشاري ترامب لشؤون الشرق الأوسط، برئيس وزراء قطر في الدوحة، كما التقى العاهل الأردني الملك عبد الله في واشنطن.
تجدر الإشارة إلى أن الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي كان قد عطّل المفاوضات بين إدارة بايدن والسعودية حول اتفاق شامل، والذي كان من المتوقع أن يتضمن تطبيع العلاقات بين الرياض وتل أبيب.
واعتبر ولي العهد السعودي أن الوصول إلى مثل هذا الاتفاق ممكن فقط في حكومة جو بايدن، لكنه أشار إلى ضرورة التزام إسرائيل بمسار لإقامة دولة فلسطينية.
وفيما يتعلق بموقف الحكومة الإسرائيلية، يعتقد كبار مستشاري رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن السعوديين قد يتخلون عن مطلب إقامة دولة فلسطينية مستقلة بعد فوز ترامب بولاية ثانية.
وكان ترامب قد قدم في فترته الرئاسية الأولى خطة سلام تضمنت حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ولم يشر في مقابلته الأخيرة إلى هذه الخطة.
من جهة أخرى، أعرب مارك دوبويتز، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات والمقرب من فريق السياسة الخارجية لترامب، عن اعتقاده بأن ترامب سيعيد إحياء مبادرة “السلام من أجل الرخاء” لتسريع التوصل إلى اتفاق سلام مع السعودية وإنهاء الحرب في غزة.
وأخيرًا، أشار موقع “أكسيوس” إلى أن ترامب كان قد شعر بخيبة أمل لعدم فوزه بجائزة نوبل للسلام بعد التوسط في اتفاقات إبراهيم، ويأمل أن يمنحه إبرام صفقة كبيرة مع السعودية فرصة جديدة لنيل الجائزة.