أعلنت جماعة الحوثيين، اليوم الأحد، عن تعرض محافظة الحديدة غربي اليمن، لغارة جوية نفذتها المقاتلات الأمريكية والبريطانية، وفقًا لبيان صادر عن وسائل إعلام تابعة للجماعة. وأوضح البيان أن الغارة استهدفت مديرية التحيتا وسط المحافظة، التي تقع على ساحل البحر الأحمر، دون تقديم مزيد من التفاصيل أو المعلومات حول الأضرار أو الإصابات الناجمة عن الهجوم.
ورغم إعلان الحوثيين، لم تذكر منصات أبناء الحديدة على مواقع التواصل الاجتماعي أي تفاصيل إضافية أو تأكيدات بشأن وقوع الغارة، وهو ما يعكس حالة من التكتم التي دأب عليها سكان المنطقة فيما يتعلق بالغارات الجوية في الآونة الأخيرة.
القيادة الأمريكية تعزز وجودها في المنطقة
في الوقت نفسه، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) عن دخول مجموعة حاملة الطائرات الأمريكية “هاري إس ترومان” (HSTCSG) إلى منطقة المسؤولية التابعة لها، وذلك بهدف “ضمان الاستقرار والأمن الإقليميين”، وفقًا لبيان مقتضب صادر عنها. وأوضحت القيادة أن الحاملة ستشارك في تعزيز الأمن البحري في المنطقة، مستعرضةً قدرات المجموعة التي تتضمن السفينة الرائدة “يو إس إس هاري إس ترومان” (CVN 75) وجناح حاملة الطائرات الجوي “CVW 1” الذي يتضمن تسعة أسراب طيران، بالإضافة إلى سرب المدمرات (DESRON 28)، والمدمرات “يو إس إس ستاوت” (DDG 55) و”يو إس إس جيسون دونهام” (DDG 109)، بالإضافة إلى الطراد الصاروخي الموجه “يو إس إس جيتيسبيرج” (CG 64).
هذه الخطوة تأتي في وقت يشهد فيه البحر الأحمر توترات متزايدة، خاصة مع التصعيد العسكري الذي نفذته جماعة الحوثيين في الآونة الأخيرة ضد السفن التجارية الدولية.
تصعيد الحوثيين في البحر الأحمر
وكانت جماعة الحوثيين قد أعلنت في وقت سابق من الأسبوع الماضي عن تنفيذ عملية عسكرية استهدفت ثلاث سفن إمداد أمريكية بعد مغادرتها ميناء جيبوتي. كما استهدفت عملية أخرى مدمرتين أمريكيتين كانتا ترافقان هذه السفن، وهو ما يعكس تصعيدًا في الأنشطة العسكرية الحوثية في المنطقة. وأشارت الجماعة إلى أن العملية تم تنفيذها باستخدام الصواريخ والطائرات المسيّرة، وهي الثانية من نوعها خلال عشرة أيام.
وتبنى الحوثيون هجماتهم في البحر الأحمر منذ نوفمبر 2023، مدعين أن تلك العمليات جزء من “نصرة أبناء غزة” والقضية الفلسطينية، معتبرين أن استهداف سفن الشحن التجارية وخطوط الملاحة الدولية جزء من الجهود لإظهار التضامن مع الفلسطينيين في مواجهة إسرائيل.
التوترات المستمرة في اليمن والمنطقة
تستمر التوترات في اليمن ومنطقة البحر الأحمر في التصاعد، حيث تشهد هذه المنطقة توترات متزايدة بين التحالف العربي بقيادة السعودية والحوثيين المدعومين من إيران. وفي ظل هذه التصعيدات العسكرية، يتزايد القلق الدولي بشأن سلامة الملاحة في البحر الأحمر، الذي يعد أحد أهم الممرات البحرية العالمية.
ويأتي دخول حاملة الطائرات الأمريكية إلى المنطقة في وقت حساس، مع استمرار محاولات تعزيز الأمن البحري وحماية خطوط الإمداد الدولية من الهجمات المتكررة التي تهدد الاستقرار الإقليمي.
تستمر حالة التوتر والاحتقان بين جماعة الحوثيين والولايات المتحدة وحلفائها في تصاعد، في وقت يواجه فيه اليمن أزمة إنسانية وسياسية خانقة. الهجمات الأخيرة على السفن التجارية وغارات الطائرات في الحديدة تعكس استمرار الصراع العسكري الذي يساهم في تعميق الأزمة في المنطقة. مع تصاعد هذه التوترات، يبقى السؤال حول إمكانية حدوث تهدئة أو تسوية سياسية في المستقبل القريب.