سقوط بشار الأسد في فجر يوم 8 ديسمبر 2024، انتهت حقبة استمرت 24 عاماً من حكم بشار الأسد لسوريا، في واحدة من أكثر التحولات دراماتيكية في تاريخ الشرق الأوسط المعاصر. لم يكن أحد يتوقع أن طبيب العيون الخجول الذي استدعي من لندن في عام 1994 سيصبح وريثاً للحكم في سوريا، وأن نهايته ستكون بالهروب السريع إلى موسكو
الصعود غير المتوقع
ولد بشار الأسد في 11 سبتمبر 1965 في دمشق، ونشأ بعيداً عن الأضواء السياسية. كان مساره المهني موجهاً نحو الطب، حيث تخرج من جامعة دمشق عام 1988 وسافر إلى لندن لمتابعة تخصصه في طب العيون. لكن حادث سيارة مأساوي في عام 1994 أودى بحياة أخيه الأكبر باسل، المرشح الأصلي لخلافة والده، ليتم استدعاء بشار على عجل من لندن
التحول من الطب إلى السياسة
خلال ست سنوات، تم إعداد بشار الأسد لتولي السلطة عبر مسار سريع في المؤسسة العسكرية والحزبية. في يوليو 2000، وبعد وفاة والده حافظ الأسد، تولى بشار رئاسة سوريا في عملية انتقال سلس للسلطة
وعود الإصلاح والواقع المرير
في خطابه الأول كرئيس، وعد الأسد بـ”تفكير إبداعي” و”ديمقراطية” و”شفافية”. لكن سرعان ما تبخرت آمال السوريين في الإصلاح. فبدلاً من الانفتاح السياسي، شهدت سوريا تشديداً للقبضة الأمنية وقمعاً للحريات
السقوط المفاجئ
في الساعات الأولى من يوم 8 ديسمبر 2024، وصلت فصائل المعارضة المسلحة إلى قلب دمشق. وفي خطوة مفاجئة، غادر الأسد القصر الجمهوري متجهاً إلى موسكو، تاركاً وراءه حتى أقرب مستشاريه في حالة من الذهول
إرث مضطرب
يترك بشار الأسد وراءه إرثاً من الصراع والدمار في سوريا. فخلال فترة حكمه، تحول البلد من دولة مستقرة نسبياً إلى ساحة حرب أهلية مدمرة، مما أدى إلى مقتل مئات الآلاف وتشريد الملايين
يمثل سقوط نظام الأسد نهاية حقبة في تاريخ سوريا والشرق الأوسط. ومع انتقال الأسد إلى المنفى في موسكو، تفتح صفحة جديدة في تاريخ سوريا، تاركة خلفها تساؤلات كثيرة حول مستقبل البلاد وشعبها