ثالوث فضيحة جنسية سياسية غير عادية هزت غينيا الاستوائية وتركت أسلئة حول الهدف من نشر أكثر من 400 مقطع جنسي لمسؤول كبير مع نساء متزوجات من رجال بالسلطة ومقربين من الرئيس الحالي تيودورو أوبيانج نغويما مباسوغو.
وفيما يرى البعض أن وراء الفضيحة تكمن أسرار ومناورات سياسية هدفها كشف الطبقة الحاكمة التي تدير بلدا استنزفه الفساد والمحسوبية، وحوّل الطفرة الاقتصادية إلى كارثة مع نفاد احتياطيات النفط، يرى آخرون أن التوزيع الكبير لمقاطع الفيديو على شبكات التواصل الاجتماعي، وراءه خصم للمتهم، تحديدا بالتاسار إيبانغ إنغونجا، وليس للنظام بشكل كامل، وإن هدفه هو تشويه سمعته لمنعه من الترشح للرئاسة.
من جانبه أوضح النائب العام في غينيا الاستوائية، أنه بالرغم من أن الصور تُظهر عدم إجبار النساء المتورطات على المعاشرة، فإن القانون لا يعتبر العلاقات الجنسية بالتراضي جريمة، ما لم يثبت الإكراه أو العنف.
وقال نائب رئيس غينيا الاستوائية “تيودورو نغويما”، عبر حسابه الرسمي بموقع إكس: “سيتم اليوم اتخاذ إجراءات الإيقاف الفوري لجميع المسؤولين الذين مارسوا علاقات جنسية في مكاتب وزارات البلاد، وأن الحكومة ستتخذ إجراءات صارمة ضد هذه الأفعال، لأنها تشكل انتهاكا صارخا لمدونة قواعد السلوك وقانون الآداب العامة”.
وأكد نائب رئيس غينيا الاستوائية، أن هذا الإجراء بمثابة خطوة حاسمة في سياسة الدولة المتمثلة في عدم التسامح مطلقًا تجاه السلوك الذي يقوض نزاهة الخدمة العامة.
وتابع “تيودورو نغويما”، أن الأخلاق والاحترام أمران أساسيان في إداة الدولة، مؤكدًا انه لن يتم السماح للسلوك غير المسؤول بتعريض ثقة المواطنين للخطر.
وكانت سلطات غينيا الاستوائية، ألقت القبض على المدير العام لوكالة التحقيقات المالية “بالتاسار إنجونجا”، للتحقيق معه على خلفية اتهامه في قضايا فساد، قبل أن تفاجأ جهات التحقيق باكتشاف حوالي 400 شريط جنسي مع عدة سيدات على جهازه الحاسوبي، ومن بين السيدات المتورطات زوجات مسؤولين وشخصيات بارزة .
وارتفعت شعبية رجل الأعمال البارز بالتاسار إيبانغ إنغونجا، وتوسع نفوذه، ومع بلوغ الرئيس الحالي عامه 82، سُلطت الأضواء عليه ليصبح مرشحا للرئاسة، خاصة أنه ابن شقيقة الرئيس أوبيانغ وهو الرئيس الأطول بقاء في السلطة بالعالم، حيث تولى السلطة منذ عام 1979.
غير أن البديل المحتمل للرئيس وجد نفسه في مركز فضيحة هزت أركان الدولة الصغيرة في وسط إفريقيا فلم يعد بإمكانه الترشح، بعد أن اهتزت صورته أمام الرأي العام، ولم يقتصر تأثير الفضيحة عليه بل امتد ليشمل كل أركان النظام الحالي، ما يرجح كفة النظرة التي تؤكد أن بث مقاطع الفيديو كان مقصودا لإضعاف محيط الرئيس الحالي، خاصة أن العديد من النساء اللاتي تم تصويرهن هن زوجات أو قريبات لأشخاص نافذين في الدولة، من بينهن زوجة المشرف العام على الأمن الرئاسي خيسوس إيدو موتو مانجو، وزوجات للوزراء وكبار المسؤولين العسكريين.
ومن بين النظريات التي تؤكد أن تسريب عشرات مقاطع الفيديو هو وسيلة لتحجيم دور المتهم وهو أيضا أحدث حلقة في الدراما الواقعية التي تدور حاليا حول من سيصبح الرئيس المقبل لغينيا الاستوائية.
فالمتهم بالتاسار إيبانغ إنغونجا، تم القبض عليه في 25 أكتوبر الماضي من أجل التحقيق معه بتهمة اختلاس مبلغ ضخم من خزينة الدولة وإيداعه في حسابات سرية، وهي التهمة التي لم تثبت عليه، لكن وقت القبض عليه والذي تم بشكل مفاجئ تمت مصادرة هواتفه وأجهزة الكمبيوتر الخاصة به، فعثر بها من كان يخطط لتحجيم دور بالتاسار على ما يفي بالغرض ويزيد، فبدأ تسريب مقاطع الفيديو على مجموعات بالواتساب.
وعلى مدى أسبوعين تم تسريب أكثر من 400 مقطع يظهر فيها المتهم وهو يمارس الجنس في مكتبه بوزارة المالية، وفي أماكن أخرى مع عدة نساء من بينهن زوجات كبار الشخصيات.