تصعيد التوترات بين إسرائيل والحوثيين في اليمن
أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس تحذيرًا شديدًا لقادة جماعة الحوثيين في اليمن، مؤكدًا أن “الذراع الطويلة لإسرائيل” ستصل إليهم إذا استمروا في تهديد الأمن الإقليمي، وذلك بعد شن غارات إسرائيلية استهدفت مواقع للحوثيين في صنعاء والحديدة ورأس عيسى.
وقد ردت جماعة الحوثيين بإعلانها تنفيذ عملية عسكرية استهدفت أهدافًا عسكرية في مدينة يافا المحتلة. وتأتي هذه التطورات في سياق تصاعد التوترات في المنطقة، بما في ذلك التصعيد العسكري بين إسرائيل والحوثيين.
الهجمات الإسرائيلية
في الساعات الأولى من صباح يوم الخميس، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية سلسلة غارات جوية على أهداف في العاصمة اليمنية صنعاء ومدينة الحديدة. وقد استهدفت الغارات منشآت مدنية وحيوية، بما في ذلك موانئ وبنية تحتية للطاقة، في محاولة لإضعاف قدرات الحوثيين العسكرية.
وصرح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانييل هاغاري، أن هذه الضربات دقيقة وتهدف إلى تدمير البنية التحتية التي يستخدمها الحوثيون لأغراض عسكرية.
اعتراض الصواريخ والهجمات المتبادلة
أعقب الهجمات الإسرائيلية اعتراض الجيش الإسرائيلي لصاروخ باليستي أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل، حيث تم تدميره خارج المجال الجوي الإسرائيلي بواسطة نظام الدفاع الجوي أرو. بالرغم من أن الصاروخ لم يُسجل إصابات أو أضرار كبيرة في الأجواء الإسرائيلية، فإن شظايا الصاروخ أسقطت في مدينة رمات غان، مما تسبب في أضرار مادية كبيرة.
هذا الهجوم الصاروخي يعد الثاني في هذا الأسبوع، حيث كانت هناك أيضًا غارة بطائرة مسيرة من قبل الحوثيين، مما يعكس تصعيدًا ملحوظًا في عملياتهم العدائية تجاه إسرائيل.
التحذيرات والتصريحات الدولية
في سياق الردود الدولية، أشار وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في تصريحات له إلى القلق المتزايد بشأن تصاعد قوة الحوثيين في اليمن، خاصة وأنهم يستخدمون قدراتهم العسكرية لدعم الجماعات المسلحة في المنطقة، بما في ذلك دعم الفلسطينيين في نزاعهم مع إسرائيل. وأعرب بلينكن عن قلقه من أن الحوثيين قد يواصلون تهديداتهم حتى بعد انتهاء الصراع في غزة.
وأشار بلينكن أيضًا إلى أن الحوثيين قد وصلوا إلى مرحلة متقدمة في تطوير قدراتهم العسكرية، وهو ما يزيد من تعقيد الوضع الإقليمي في الشرق الأوسط. كما أشار إلى دعم إيران المستمر لهذه الجماعة، لافتًا إلى تقرير الأمم المتحدة الذي كشف عن تورط الحرس الثوري الإيراني في دعم الحوثيين وتحويلهم إلى قوة عسكرية فاعلة.
الوضع في اليمن
من جانبهم، يواصل الحوثيون تصعيد عملياتهم العسكرية في المنطقة، ويظهرون قوة متزايدة في المواجهة مع القوى الإقليمية والدولية. وتبقى اليمن ساحة مفتوحة للصراع بين عدة أطراف، بما في ذلك الحوثيين المدعومين من إيران والحكومة اليمنية المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية، مما يجعل الوضع الأمني في البلاد هشًا ومتأزمًا.
إن الهجمات الإسرائيلية على الحوثيين في اليمن وما تلاها من تصعيد عسكري بين الجانبين تعكس تصاعدًا جديدًا في الصراع الإقليمي، وهو ما يضع مزيدًا من الضغوط على الوضع الأمني في منطقة الشرق الأوسط. في الوقت نفسه، يثير هذا التصعيد قلقًا دوليًا بشأن تزايد قوة الحوثيين ودورهم في النزاعات الإقليمية، لا سيما في ظل دعم إيران لهم، مما يساهم في تعقيد التوازنات العسكرية والسياسية في المنطقة.