أعلنت جماعة الإخوان وفاة يوسف ندا، مؤسس إمبراطوريتها المالية وأحد القيادات التاريخية للجماعة، عن عمر ناهز 94 عاما.
وشغل ندا منصب رئيس مجلس إدارة “بنك التقوى” ومفوض العلاقات السياسية الدولية في جماعة الإخوان.
وُلد يوسف ندا في مدينة الإسكندرية في مصر عام 1931. وانضم لجماعة الإخوان عام 1947، وتخرج من كلية الزراعة “جامعة الإسكندرية” في بداية الخمسينيات.
اعتقل ندا مع الكثير من عناصر وقادة الجماعة بعد اتهامهم بمحاولة اغتيال الرئيس الراحل جمال عبدالناصر في ميدان المنشية بالإسكندرية في أكتوبر عام 1954
في قلب سويسرا، وتحديداً في مدينة كامبيونا الإيطالية، يقيم رجل أعمال مصري استثنائي استطاع أن يجمع بين عالمي المال والسياسة بمهارة فائقة. إنه يوسف مصطفى علي ندا، الذي ولد في الإسكندرية عام 1931، ليصبح لاحقاً أحد أهم الشخصيات المؤثرة في الشرق الأوسط
البدايات والتكوين
نشأ يوسف ندا في عائلة ميسورة الحال، حيث كان والده يمتلك مزرعة ومصنعاً لمنتجات الألبان. كان ترتيبه الرابع بين إخوته الأحد عشر، وتلقى تعليمه في مدرسة الرملية الابتدائية ثم مدرسة الرمل الثانوية
في عام 1947، وهو في سن السادسة عشرة، انضم ندا إلى جماعة الإخوان المسلمين. وفي العشرينات من عمره، شارك في المقاومة ضد البريطانيين في منطقة قناة السويس.
المنعطف الحاسم
شكل عام 1954 منعطفاً حاسماً في حياة ندا، حيث اعتقل في قضية محاولة اغتيال جمال عبد الناصر في ميدان المنشية بالإسكندرية. قضى عامين في السجن قبل أن يُفرج عنه في أبريل 1956 دون توجيه أي اتهام
الصعود في عالم الأعمال
بعد خروجه من السجن، بدأ ندا رحلته في عالم الأعمال بتجارة منتجات الألبان والتصدير. في عام 1960، قرر الهجرة من مصر متجهاً إلى ليبيا، حيث بنى إمبراطورية تجارية في مجال الأسمنت، حتى أصبح يُعرف بـ “ملك الأسمنت في منطقة البحر المتوسط”
الدور الدبلوماسي
تميز ندا بدوره الدبلوماسي الفريد، حيث لعب دوراً محورياً في العديد من الملفات الإقليمية الحساسة. كان أول من رتب لقاءات مع آية الله الخميني قبل الثورة الإيرانية، وتوسط في حل النزاعات بين السعودية واليمن، والسعودية وإيران
التحديات والمواجهات
واجه ندا تحديات كبيرة خلال مسيرته، أبرزها خسارة أعماله في ليبيا بعد ثورة 1969، لكنه استطاع إعادة بناء إمبراطوريته من فيينا، حيث أنشأ صوامع الإسمنت العائمة وأسطولاً من سفن النقل
الإرث والتأثير
يُعد يوسف ندا نموذجاً فريداً لرجل الأعمال الدبلوماسي، الذي استطاع أن يجمع بين النجاح التجاري والتأثير السياسي. رغم الجدل الذي أحاط به، إلا أن دوره في العلاقات الدولية وقدرته على التواصل مع مختلف الأطراف جعل منه شخصية محورية في تاريخ