كشف تقرير حديث لوكالة بلومبرج أن حسين شمخاني، رجل أعمال بارز في قطاع النفط ونجل علي شمخاني، أحد الشخصيات المحورية في مبيعات الأسلحة الإيرانية إلى روسيا، ويلعب دورا رئيسيا في نقل الأسلحة والسلع بين البلدين.
وفقا للتقرير، تستفيد شبكة شركاته من العقوبات المفروضة على كل من إيران وروسيا، وتساعد في تعزيز التعاون العسكري بين البلدين في الحرب الروسية على أوكرانيا.
شبكة الشركات ودورها في نقل الأسلحة
يعرف حسين شمخاني بلقب “هيكتور” أو “إتش”، وهو يدير شبكة من الشركات التي تسهم في نقل الأسلحة إلى روسيا عبر بحر قزوين.
تندرج تحت إمبراطوريته شركات مثل “Crios Shipping LLC” ومقرها دبي، التي تساهم في شحن صواريخ، وقطع غيار طائرات بدون طيار، وبضائع أخرى ذات أغراض مزدوجة. يتم دفع ثمن هذه الشحنات من قبل روسيا عبر شحنات النفط، في نظام مبادلة أصبح شائعا في ظل العقوبات الغربية على البلدين.
وفقا لبيانات من شركة Pole Star Global، استخدمت سفن مثل “Sea Castle” و”Sea Anchor”، التي كانت تعمل سابقا في البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود، الآن طرقا جديدة عبر بحر قزوين، حيث تبحر بشكل مستمر بين إيران وروسيا.
تمثل هذه السفن جزءا من أسطول شمخاني المكون من عشرات السفن، بما في ذلك ناقلات النفط وسفن الشحن. منذ منتصف عام 2023، قامت هذه السفن بعدة رحلات لنقل الأسلحة من الموانئ الإيرانية إلى مدينة أستراخان الروسية.
الاستثمارات والعلاقات المالية
إلى جانب شبكاته في قطاع النقل، يدير حسين شمخاني أيضا صندوقا للتحوط له مكاتب في لندن وجنيف وسنغافورة، فضلا عن شركة تجارة السلع مقرها دبي. تشير التقارير إلى أن شمخاني كان له علاقات مع شركات النفط الغربية الكبرى، ما يسمح له بتمويل عمليات نقل الأسلحة والنفط بطريقة سلسة رغم العقوبات.
وبالرغم من محاولات تتبع هذه الأنشطة، تظهر البيانات أن الأسلحة التي يتم شحنها من إيران إلى روسيا يتم إخفاء تفاصيلها في قوائم الشحن لتجنب التتبع. كما أن الشحنات التي يتم نقلها لا يتم الإعلان عنها بوضوح لتجنب التعرف عليها من قبل السلطات الدولية.
العقوبات الأمريكية وأثرها
تواجه الشركات التابعة لشمخاني تدابير عقابية صارمة من قبل السلطات الأمريكية. ففي أبريل من هذا العام، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على شركة “Oceanlink” و13 سفينة تابعة لها، وذلك بسبب علاقتها بنقل الأسلحة والسلع بين إيران وروسيا.
ومع ذلك، يبدو أن تحديات فرض العقوبات على شبكات مثل شبكة شمخاني تزداد صعوبة بسبب الروابط العميقة بين روسيا وإيران وهيمنة روسيا على المنطقة.
الجهود الدولية لمكافحة تجارة الأسلحة والنفط
تواصل الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون والشرق أوسطيون مراقبة وتحليل الشبكات المالية واللوجستية التي يديرها حسين شمخاني. بحسب الخبراء، تواجه هذه الشبكات تحديات كبيرة في تتبع المعاملات، مما يجعل من الصعب الحد من التجارة غير المشروعة بين إيران وروسيا.
كما أن مثل هذه العمليات تمثل تهديدا خطيرا للاستقرار الإقليمي والدولي، خاصة مع استمرار الحرب في أوكرانيا.
تعد شبكة حسين شمخاني جزءا من شبكة أوسع لتجارة الأسلحة والنفط بين إيران وروسيا، وهي تساهم في تعزيز التعاون العسكري بين البلدين على الرغم من العقوبات الدولية.
ومع ذلك، تبقى الجهود الدولية في محاربة هذه الأنشطة غير المشروعة في حاجة إلى المزيد من التنسيق والضغط للحد من تأثير هذه الشبكات على الأمن الدولي.