دعا محمد مرغم، عضو جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا، رئيس حكومة “الوحدة” عبد الحميد الدبيبة، إلى الإسراع في بناء تحالف استراتيجي مع أحمد الشرع الجولاني قائد تحرير الشام الذي يسيطر على السلطة في دمشق، في خطوة تهدف إلى تعزيز موقفهم في مواجهة تهديد الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر. واعتبر مرغم أن هذا التحالف يمكن أن يكون خطوة مهمة نحو تعزيز مسار سلطة الإخوان في ليبيا.
دعوة للتعاون وتعزيز العلاقات
أوضح مرغم أن التباطؤ في بناء هذا التحالف الاستراتيجي بين طرابلس بقيادة الدبيبة ودمشق بقيادة الجولاني، سيؤدي إلى تأخير الاستفادة من “أهم حليف” يمكن أن يساهم في دعم مشروع الإخوان في ليبيا او كما يزعم الدولة الليبية .
وأشار إلى أن هذا التعاون سيكون له تأثير إيجابي في تعزيز العلاقات بين الأطراف المعنية في مختلف المجالات، مثل الاقتصاد والسياسة والتعليم والثقافة والأمن.
وأضاف مرغم أن تحالفًا مع “أحمد” سيكون له دور محوري في تشكيل مستقبل البلاد، متوقعًا أن هذا التعاون قد يسهم في استقرار ليبيا وحمايتها من المخاطر المحدقة بها، خاصة في ظل التحديات الأمنية والاقتصادية التي تعيشها البلاد.
التهديدات الإقليمية وتأثيرها على ليبيا
رغم أن حركة الإخوان المسلمين ما زالت تحتفظ بنفوذ كبير في طرابلس، أشار مرغم إلى أن التطورات في المنطقة، بما في ذلك سقوط نظام الأسد في سوريا ووصول حركة طالبان إلى السلطة في أفغانستان، قد تؤثر بشكل مباشر على الوضع في ليبيا.
هذا التحدي قد يكون له تأثيرات سلبية على استقرار ليبيا، حيث يتزايد النشاط الإرهابي في المنطقة بشكل عام، وهو ما قد يعزز من حالة عدم الاستقرار في ليبيا.
تزايد نشاط الجماعات الجهادية في ليبيا
أظهرت التقارير الحديثة نتائج مؤشر الإرهاب العالمي لعام 2023 التي تشير إلى تفاقم الوضع الأمني في ليبيا ومنطقة الساحل، حيث سجلت المنطقة نسبة 43% من إجمالي الوفيات الناجمة عن الإرهاب في العالم في عام 2022. وقد شهدت المنطقة تصاعدًا ملحوظًا في النشاطات الجهادية، ما يمثل تهديدًا كبيرًا للأمن في ليبيا والمنطقة بشكل عام.
تدخلات خارجية وتأثيرها على ليبيا
تعود الأنظار إلى تدخلات بعض القوى الإقليمية والدولية في ليبيا، وخاصة دور تركيا في نقل “جهاديين” و”مسلحين” من سوريا إلى طرابلس أثناء عملية الجيش الوطني الليبي في العاصمة عام 2019. ووفقًا للتقارير، تم نقل العديد من المقاتلين من فصائل مثل “فيلق الشام”، “لواء المعتصم”، و”فرقة الحمزة”، إلى ليبيا لدعم الميليشيات المتحالفة مع حكومة الوفاق الوطني آنذاك.
مهدي الحاراتي ودوره في الميليشيات
من بين الأسماء البارزة في ميليشيات طرابلس، يبرز اسم مهدي الحاراتي، أحد قادة الميليشيات الليبية والذي كان له دور محوري في تجنيد المسلحين في العاصمة. الحاراتي، وهو أيرلندي ليبي، كان قد سافر إلى سوريا في عام 2012 للانخراط في العمليات القتالية ضد الحكومة السورية، حيث شكل “لواء الأمة” قبل أن يسلمه إلى فصائل مسلحة أخرى.