في كلمة ألقاها بمناسبة الذكرى الـ73 لاستقلال ليبيا، شدد المشير خليفة حفتر، قائد “القيادة العامة” للجيش الوطني الليبي، على استحالة الاحتفال بهذه المناسبة في ظل الوضع الحالي الذي تعيشه البلاد.
وقد تحدث حفتر عن الفشل المستمر لجميع المبادرات والمساعي الدولية والمحلية الرامية إلى إيجاد حل للأزمة الليبية، مشيرا إلى أن البلاد تمر بمرحلة من “تصدع الأركان” و”التجارب الفاشلة”.
فشل جميع المبادرات
وأكد حفتر في خطابه أن جميع الجهود السابقة للوصول إلى حل سياسي في ليبيا باءت بالفشل، مؤكدا أنه رغم الجهود الكبيرة المبذولة، لم تحقق أي نتائج ملموسة على أرض الواقع.
وأضاف: “لقد استهلكنا جهودا كبيرة في مساع ومبادرات لم تثمر، وبالتالي نحن بحاجة إلى مشروع جاد ومؤثر يحقق بناء دولة معاصرة ويحافظ على وحدة البلاد.”
الوضع الراهن والتحديات
وأشار حفتر إلى أن ليبيا فقدت معاني الاستقلال الحقيقي، قائلا إن “الاستقلال يفقد قيمته ومعناه ويصبح مجرد ذكرى في سجلات التاريخ إذا تفككت وحدة البلاد وانتهكت سيادتها.”
وأضاف أن وجود قرارات خارجية تؤثر على مصير البلاد يجعل الاستقلال ينحصر فقط في كونه قرارا أمميا ولا يشمل السيادة الوطنية. واعتبر أن الاستقلال الحقيقي هو في امتلاك الشعب قراره وتقرير مصيره بعيدا عن التدخلات الخارجية.
القيادة العامة في حالة يقظة
وفي خضم هذه التحديات، أشار حفتر إلى أن “القيادة العامة” للجيش الوطني الليبي في حالة يقظة تامة، تراقب “المتغيرات الخطيرة” في المنطقة.
وطمأن الشعب الليبي بأن القوات المسلحة ستظل في طليعة المدافعين عن وحدة ليبيا وحمايتها من أي تهديدات.
وأكد حفتر أن القيادة العامة ستظل جاهزة لحماية مكتسبات الأمن والاستقرار، وستواصل مساعيها نحو البناء والإعمار، رغم جميع العوائق.
معنى الاستقلال في ظل الظروف الراهنة
وتطرق حفتر إلى أن الاستقلال الحقيقي لا يتوقف عند ذكرى تاريخية أو قرار أممي، بل يشمل السيادة الوطنية والحرية والكرامة. وقال: “الاستقلال هو أن يمتلك الشعب قراره ويكون هو القادر على إدارة شؤونه بعيدا عن التأثيرات الخارجية.”
ذكرى الاستقلال
تعد 24 ديسمبر من كل عام يوما هاما في تاريخ ليبيا، حيث يحتفل الليبيون بذكرى الاستقلال الذي تحقق بعد نضال طويل ضد الاستعمار الإيطالي.
وقد صدر قرار الأمم المتحدة في نوفمبر 1949 بمنح ليبيا الاستقلال، ليعلن رسميا في 24 ديسمبر 1951 من قبل الملك إدريس السنوسي في بنغازي. ورغم مرور أكثر من سبعة عقود على الاستقلال، لا يزال الليبيون يواجهون تحديات كبيرة في تحقيق استقرار سياسي دائم في البلاد.
على الرغم من الأزمات التي تعصف بليبيا، فإن حفتر أكد أن القوات المسلحة ستظل تسعى لتحقيق طموحات وآمال الشعب الليبي في بناء دولة مستقرة وقوية.
ورغم التحديات، يرى حفتر أن الأمل في بناء ليبيا المستقبل ما زال قائما، ويجب أن يستمر العمل لتحقيق هذا الهدف.