اثار قرار رئيس حكومة “الوحدة الوطنية” المنتهية صلاحيتها، بعد الحميد الدبيبة، تعيين قائد مليشيا “اللواء 444 قتال”، محمود حمزة، مدير إدارة الاستخبارات العسكرية التابعة لحكومة الدبيبة، تساؤلات كثيرة في طاربلس، نظرا لعدم تمتع “حمزة” بأي خبرة عسكرية بالإضافة إلى أنه لم يدرس في الاكاديمايات العسكرية، وسط مخاوف من تكرار “حمزة” تجربة احمد الشرع الجولاني في طرابلس، مع احكام قبضة على خيوط اللعبة في غرب ليبيا.
ومحمود حمزة بدأ حياته بالقتال في صفوف تنظيم ” الجماعة الليبية المقاتلة” التي يقودها عبد الحكيم بلحاج في معيتيقة، لإسقاط نظام معمر القذافي، أيضا كان احد قائد المليشيات التي حاربت ضد لجيش الوطني الليبي في هجومه على طرابلس في 2019، حيث نجح في منع القوات التابعة للمشير حفتر من السيطرة على العاصمة.
حضور اجتماع إقليمي
في اجتماع عسكري استخباراتي لدول الجوار الليبي الذي عقد في العاصمة طرابلس. فقد أثار هذا الحضور تساؤلات حول دور حمزة في ظل موقعه الاستخباراتي والعسكري، لا سيما في ظل الانقسام العسكري الذي تشهده البلاد.
خلال الاجتماع الذي حضره مديري الاستخبارات في الجزائر وتونس والسودان وتشاد والنيجر، طرح حمزة ما وصفه بـ”التحدي الرباعي” الذي يواجه ليبيا، والمتعلق بالإرهاب، وتهريب المخدرات، والأسلحة، والهجرة غير المشروعة. وأكد على الحاجة الملحة لتنسيق الجهود بين ليبيا ودول الجوار لمواجهة هذه التحديات الأمنية التي أصبحت تهدد استقرار المنطقة بشكل عام.
آراء المحللين بشأن دور حمزة
من جهة، يرى فريق من المحللين أن حمزة، الذي يقود “اللواء 444 قتال”، وهو تشكيل مسلح مهم في طرابلس، يشكل جزءا من الانقسام العسكري في البلاد. ويطرح هؤلاء المحللون تساؤلات حول مشروعية حضور حمزة في هذا الاجتماع، خاصة وأنه يتولى ملفات عسكرية حساسة، بما في ذلك أمن الحدود مع الجوار. ويعتبرون أن مشاركة شخصية عسكرية مرتبطة بمجموعات مسلحة تحت سلطة حكومة “الوحدة الوطنية” قد تزيد من تعقيد المشهد الأمني في ليبيا، وقد تكون خطوة غير ملائمة في سياق الانقسام العسكري القائم بين “الجيش الوطني” بقيادة المشير خليفة حفتر، والقوات التابعة لحكومة الدبيبة.
وفي المقابل، يعتبر فريق آخر من المحللين أن هذا الاجتماع يعد خطوة منطقية، في ظل الواقع الذي تشهده غرب ليبيا من سيطرة الميليشيات على العديد من المناطق الاستراتيجية. ويعتقد هؤلاء أن حمزة، بما له من نفوذ في العاصمة ومناطق أخرى في غرب البلاد، يمكن أن يسهم في تعزيز التعاون الإقليمي ومواجهة التحديات المشتركة التي تواجه دول المنطقة، بما في ذلك الإرهاب وتهريب الأسلحة.
السيرة العسكرية لحمزة
محمود حمزة، الذي بدأ مسيرته العسكرية في “قوة الردع” التي يقودها عبد الرؤوف كارة، أصبح لاحقا أحد أبرز الشخصيات العسكرية في طرابلس. بعد انفصاله عن “قوة الردع”، أسس كتيبة “20-20” في معيتيقة، التي تحولت لاحقا إلى “اللواء 444 قتال”، وتعد من أبرز التشكيلات العسكرية في العاصمة طرابلس. وتمكن “اللواء 444” من فرض سيطرته على مناطق واسعة واستراتيجية في غرب ليبيا، بما في ذلك ترهونة وبني وليد.
كما لعب حمزة دورا بارزا في تهدئة الأوضاع الأمنية في طرابلس، إذ نجح في إنهاء اشتباكات مسلحة بين مجموعات مسلحة تابعة لوزارة الداخلية وجهاز حفظ الاستقرار، وساهم في إخراج رئيس الحكومة السابق المكلف من البرلمان، فتحي باشاغا، من العاصمة.
⁶
حمزة يعد من أبرز المقربين لرئيس حكومة “الوحدة الوطنية” عبد الحميد الدبيبة، وقد ارتبط اسمه بجماعة “الليبية المقاتلة” في مراحل سابقة، خاصة خلال فترة وجوده في مكتب عبد الحكيم بلحاج في معيتيقة. كما كان له دور في محاربة هجوم الجيش الوطني على طرابلس في 2019، حيث نجح في منع القوات التابعة للمشير حفتر من السيطرة على العاصمة.
من الواضح أن حمزة يعد أحد الشخصيات العسكرية البارزة في طرابلس، وله تأثير كبير على المشهد الأمني في غرب ليبيا، وربما قود الرجل “انقلابا” قادما للسيطرة على غرب ليبيا في ظل التطورات التي حدث في سوريا، حيث أصبح “حمزة” رجل ادارة الخيوط في طرابس.