تفاصيل جديدة حول شبكات تهريب البشر في باكستان
كشفت التحقيقات الأمنية في باكستان عن تفاصيل جديدة حول شبكات تهريب البشر التي تستهدف المهاجرين غير النظاميين وتقوم بنقلهم إلى ليبيا، وذلك بعد تهريبهم من دبي وإيران عبر تأشيرات عادية. وقد أسفرت التحقيقات عن توقيف عدد من المتورطين في هذه الشبكات، بما في ذلك ضباط أمن باكستانيين، حيث وصل عدد الموقوفين إلى 144 شخصا حتى الآن.
التحقيقات والاعتقالات
في عملية استخباراتية مشتركة، تمكنت وكالة التحقيقات الفيدرالية الباكستانية من القبض على أحد أبرز المهربين الأفغان، “أفسر خان”، الذي ثبت تورطه في تهريب المهاجرين إلى أوروبا عبر ليبيا. ووفقا للتحقيقات، فإن خان هو شقيق تاجر البشر الشهير قاري جان محمد، وقد تم العثور على أدلة على هاتفه المحمول تربطه بأنشطة الاتجار بالبشر، بما في ذلك اتصالات مع ضحايا ومهاجرين آخرين.
وقد كشفت التحقيقات عن شبكة كبيرة تهتم بتهريب المهاجرين عبر مسارات متعددة تشمل المرور بدبي وإيران، ومنها يتم نقل المهاجرين عبر البحر الأبيض المتوسط إلى سواحل أوروبا. وتستمر عملية البحث عن المزيد من المشتبه بهم، حيث تجري المداهمات في مختلف الأماكن لاعتقال المتورطين في هذه الأنشطة غير القانونية.
المآسي الإنسانية
تأتي هذه الاعتقالات في وقت حساس، حيث شهدت باكستان عدة مآس خلال العام 2023 نتيجة محاولات عبور البحر الأبيض المتوسط عبر ليبيا. ففي فبراير وأبريل من العام ذاته، فقد العديد من المهاجرين الباكستانيين حياتهم أثناء محاولاتهم الوصول إلى أوروبا، مما أثار غضبا واسعا في البلاد ودفع السلطات إلى تكثيف جهودها لمكافحة تهريب البشر.
تورط ضباط الهجرة
أظهرت التحقيقات أن بعض ضباط الهجرة الباكستانيين كانوا متورطين في الأنشطة غير القانونية المتعلقة بتهريب البشر. في هذا الصدد، تم اعتقال ضابطين من بينهم المسؤول المناوب في مطار فيصل آباد، بينما يخضع 31 فردا آخرين من وكالة التحقيقات الفيدرالية للتحقيقات حول دورهم في هذه الشبكة.
التعاون الدولي
وفي إطار التحقيقات، أصدرت باكستان نشرات حمراء بحق عشرين متهما من جنسيات أجنبية، وتهدف السلطات الباكستانية إلى التعاون مع الإنتربول لتوقيف هؤلاء المتهمين على الصعيد الدولي. وقد أكدت وكالة التحقيقات الفيدرالية على أهمية هذه الجهود في مكافحة شبكات تهريب البشر العابرة للحدود.
زيادة تدفق المهاجرين غير النظاميين
وكشفت تقارير حكومية باكستانية عن ظاهرة جديدة في العام 2023، تتمثل في تزايد عدد المهاجرين غير النظاميين الذين يغادرون البلاد عبر دبي إلى مصر أو ليبيا، ليكملوا رحلتهم إلى أوروبا. وفي النصف الأول من العام، غادر حوالي 13 ألف باكستاني إلى هذه البلدان، وهو ضعف العدد المسجل في عام 2022. والأكثر دلالة في هذا السياق هو أن حوالي عشرة آلاف من هؤلاء المهاجرين لم يعودوا بعد إلى باكستان، ما يثير تساؤلات بشأن مصيرهم بعد وصولهم إلى أوروبا.
التشريعات الجديدة والعواقب
على الرغم من أن باكستان قد أصدرت تشريعات جديدة منذ عام 2018 لمنع الهجرة غير النظامية، إلا أن هذه السياسات لم تثمر كما كان متوقعا. بل على العكس، أشار التقرير إلى أن هذه الإجراءات دفعت المهاجرين إلى اتباع طرق أكثر خطورة لعبور الحدود، مما زاد من تعقيد الوضع الأمني والإنساني في المنطقة.