هذه المذكرات تهدف إلى تعزيز التعاون في مجالات متنوعة تشمل التعليم، وتكنولوجيا المعلومات، وتمكين المرأة، وتنمية الأحياء المائية، وإدارة الموارد المائية، فضلا عن التعاون في مجالات الأمان النووي والإنذار المبكر في الحوادث النووية.
مذكرات التفاهم السبعة
تم توقيع مذكرات التفاهم السبعة من قبل وزير الخارجية المصري، د. بدر عبد العاطي، ونظيره القبرصي، كوستنتينوس كومبوس، ونظيره اليوناني، جورجوس جيراباتريتس. وقد تناولت المذكرات مجالات التعاون المتنوعة، مثل التعليم العالي والبحث العلمي، وتكنولوجيا المعلومات، وتمكين المرأة في قطاع السياحة، ودعم المرأة في مكتب شكاوى المرأة.
كما تناولت المذكرات أيضا مجالات الرعاية الصحية، التوأمة وتطوير الموانئ، وتعزيز العلاقات الاستثمارية.
تعزيز التعاون في مجال الطاقة
في كلمته في بداية المؤتمر الصحفي المشترك، أكد الرئيس السيسي على أهمية التعاون بين مصر واليونان وقبرص في مجال الطاقة. وأضاف أن ملف الطاقة كان حاضرا بقوة خلال القمة، حيث تمت مناقشة ضرورة تعزيز مشروعات الطاقة المتجددة، والربط الكهربائي المشترك بين الدول الثلاث، وكذلك تعزيز البنية التحتية الخاصة بهذا الربط. كما أكد الرئيس على أهمية ضمان أمن الطاقة العالمي، في ضوء الاضطرابات التي شهدها هذا القطاع بسبب الأزمات العالمية الأخيرة.
وأشار السيسي إلى أن التعاون في مجال الطاقة يمثل أحد المجالات الرئيسية التي تم التفاهم بشأنها، بما في ذلك مشاريع مشتركة في مجالات الطاقة المتجددة ونقل الغاز الطبيعي، بهدف تحقيق التكامل الإقليمي في قطاع الطاقة.
الاستقرار الإقليمي وتحقيق السلام في الشرق الأوسط
خلال القمة، تناول الرئيس السيسي كذلك القضايا الإقليمية، وأكد على ضرورة تحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. ودعا إلى وقف إطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح الرهائن، وتدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بشكل فوري. كما شدد على أن السبيل الوحيد لتحقيق السلام المستدام في المنطقة هو من خلال تنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة، وتحقيق حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية.
وأكد السيسي على موقف مصر الثابت في رفض الممارسات التي تؤدي إلى التهجير القسري للفلسطينيين، محذرا من أن المنطقة لن تتحمل المزيد من الأزمات التي قد تهدد استقرارها. كما تناول الرئيس الوضع في سوريا وليبيا والسودان، مشيرا إلى ضرورة تسوية الأزمات السياسية والأمنية في هذه الدول، من أجل تحقيق الاستقرار الإقليمي.
التعاون بين مصر وقبرص واليونان: استمرارية وتقدم
وأوضح الرئيس السيسي في كلمته أن مصر وقبرص واليونان يتشاركون رؤى مشتركة بشأن التعامل مع التحديات الراهنة في المنطقة، ويعملون سويا من أجل تعزيز الأمن والاستقرار. وأعرب عن سعادته بالتقدم الملحوظ في ملفات التعاون بين مصر وقبرص في مجالات مثل الطاقة، والموارد الطبيعية في البحر المتوسط، فضلا عن الأمن البحري والتكنولوجيا.
وفي إطار التعاون الثلاثي، أشاد الرئيس السيسي بالدور الهام الذي لعبته قبرص واليونان في دعم مصر خلال السنوات العشر الماضية، مشيدا بالعلاقات التاريخية بين الدول الثلاث، والتي تمثل نموذجا ناجحا لتعزيز التعاون الإقليمي.
مستقبل العلاقات الثلاثية
اختتم الرئيس السيسي حديثه بالتأكيد على حرص مصر على استمرار التعاون مع قبرص واليونان لضمان مستقبل مزدهر للعلاقات بين الدول الثلاث. وأعرب عن تقديره للدور المهم الذي قامت به قبرص واليونان في فترة حرجة من تاريخ مصر، مؤكدا على أهمية استكمال هذا الدور لضمان المزيد من الاستقرار والتنمية في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط.