منذ 24 ديسمبر الماضي، تظهر دوامات مائية أمام التوربينات، وكأنها تعمل بمقدار الـ 40 مليار متر مكعب. ومن الطبيعي أن تحتاج هذه التوربينات إلى أكثر من 100 مليون متر مكعب/يوم في حالة التشغيل المتوسط، وبالتالي يقل المخزون تدريجياً. لكن الصور الفضائية أظهرت عدم نقص المخزون، مما يدل على عدم تشغيل التوربينات، رغم مرور الإيراد اليومي الحالي وهو 20 مليون متر مكعب من خلال أنفاق التوربينات. أو على أحسن تقدير، يتم التشغيل لساعات قليلة فقط، وهو ما يظهر أمام الشعب الإثيوبي أن التوربينات تعمل.
المحافظة على التخزين كاملاً هو الأمل الإثيوبي في عمل التوربينات وإمرار المياه من خلالها. وكان مقررًا تركيب 3 توربينات أخرى في ديسمبر الماضي، ولكن لم يحدث ذلك.
النشاط الزلزالي وتأثيره على السد
ما زال النشاط الزلزالي مستمرًا في منطقة الأخدود الإثيوبي، حيث وصل عدد الزلازل خلال الثلاثة أسابيع الأخيرة منذ 21 ديسمبر إلى 143 زلزالًا، تتراوح قوتها من 4.3 إلى 5.8 درجة. من بين هذه الزلازل، وقع 86 زلزالًا في أقل من أسبوعين في 2025. الزلازل بالقوة والمسافة الحالية (500 – 600 كم من سد النهضة) لا تؤثر على السد، ولكن الخوف يكمن في زيادة القوة والاقتراب من السد. إثيوبيا سجلت من قبل عشرات الزلازل بقوة تتراوح بين 6 إلى 6.5 درجة، وآخر الزلازل القريبة من سد النهضة كان في 8 مايو 2023 بقوة 4.4 درجة، وكان التخزين وقتها 15 مليار متر مكعب.
دعوات للحل العلمي لمشاكل سد النهضة
يدعي البعض أننا نحاول الحصول على حقنا من خلال الدعاء بانهيار السد، دون استخدام العلم في حل مشاكلنا بما في ذلك مشكلة سد النهضة. إذا كانت الدولة هي التي كبرتهم وعلمتهم، فهناك عشرات الدراسات المصرية الحديثة عن نهر النيل وسد النهضة. نحن نفتخر بمدرسة الري المصرية العريقة، ومشروعاتنا العلمية الكبرى العالمية، وعلى رأسها السد العالي، ومنظومة الري المكونة من أكثر من 50 ألف كم من قنوات الري والصرف، و8 قناطر كبرى، ومئات محطات رفع المياه، وأنفاق وسحارات وجسور وغيرها.