خطة الـ100 يوم لتصعيد الضغوط على إيران
في خطوة جديدة لتصعيد الضغوط على إيران، قدم فريق الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب خطة شاملة أطلق عليها “خطة الـ100 يوم”، التي تهدف إلى الحد من التهديدات الإيرانية. تركّز هذه الخطة على تحركات دبلوماسية واستخباراتية وعسكرية، بهدف إضعاف طهران ومنعها من الحصول على الأسلحة النووية.
خطة الـ100 يوم
وفقا لتقرير نشرته شبكة “فوكس نيوز” الأمريكية، فإن “التحالف ضد إيران النووية” قد قدم إلى إدارة ترامب خطة استراتيجية شاملة لضمان إضعاف النظام الإيراني. تشمل الخطة عدة محاور رئيسية، أبرزها الضغط العسكري والاقتصادي، بالإضافة إلى تحركات استخباراتية على الأرض.
تمثل أول خطوة في الخطة تحذيرًا مباشرا لطهران بأن “الخيار العسكري” لوقف برنامجها النووي “ممكن”، وذلك في خطاب رسمي من الرئيس الأمريكي المنتخب. كما تشدد الخطة على ضرورة اتخاذ إجراءات أكثر استهدافا تجاه الأصول الإيرانية المهمة، دون الانزلاق إلى حرب شاملة في المنطقة. تشمل هذه الإجراءات مهاجمة بعض الأهداف الإيرانية في حال عدم امتثال طهران للضغوط الدولية.
نموذج إسرائيل
في هذا الصدد، صرح جيسون برودسكي، أحد واضعي الخطة، لشبكة “فوكس نيوز” قائلا: “إذا كان الإسرائيليون قادرين على تنفيذ هجمات دقيقة ضد إيران دون إشعال حرب شاملة، فإن الحكومة الأمريكية تستطيع فعل ذلك أيضًا”.
الدور البريطاني في دعم “الضغط الأقصى”
في وقت واحد، ظهر تقرير في المملكة المتحدة يدعو الحكومة البريطانية إلى دعم “سياسة الضغط الأقصى” التي تبناها ترامب ضد إيران. وأشار التقرير إلى أن بريطانيا يجب أن تكون جزءًا من الحملة التي تهدف إلى الحد من النفوذ الإيراني في المنطقة، بما في ذلك مساعيها في تطوير برنامج نووي.
حسب ما ورد في صحيفة “الغارديان”، فإن التقرير يطالب حكومة رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بالوقوف إلى جانب الولايات المتحدة في معركتها ضد طهران. وبينما يضع التقرير الضغط الاقتصادي على إيران كأولوية، فإن مؤلفي التقرير، مثل مارك سيدويل مستشار الأمن القومي السابق في بريطانيا، يعتقدون أن الضغوط يمكن أن تؤدي إلى تغيير داخلي في إيران في حال استمرت الأزمة الاقتصادية في التأثير على النظام.
ووفقًا لهذا التقرير، فإن الدعم الغربي للإجراءات العسكرية ضد إيران سيكون مقبولا إذا ثبتت نية إيران في الحصول على الأسلحة النووية. كما يشير التقرير إلى أن حكومة طهران “جريحة لكنها خطيرة”، محذرًا من أن استمرار السياسات الإيرانية قد يؤدي إلى تقويض الاستقرار الإقليمي.
موقف الإدارة الأمريكية المقبلة
من جانبه، أكد وزير الخارجية الأمريكي الحالي، أنتوني بلينكن، في تصريحاته الأخيرة أن الإدارة الأمريكية المقبلة يجب أن تضمن عدم حصول إيران على الأسلحة النووية. وأشار بلينكن إلى أن إيران قد تكون قد وصلت إلى مرحلة من التقدم في برنامجها النووي قد يجعلها قادرة على تصنيع سلاح نووي في غضون أسابيع.
وبينما تستعد إدارة ترامب لتقديم هذا الملف إلى الكونغرس، يتوقع أن تكون الأوضاع الاقتصادية داخل إيران في حال مزرية بسبب العقوبات الدولية المستمرة. كما قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، في خطابه الأخير إن “إيران ضعفت مقارنة بالعقود السابقة” ويجب التأكد من منعها من الحصول على الأسلحة النووية، في إطار دعم مستمر لإسرائيل.
التوجه نحو الحوار أو التصعيد؟
بينما تتزايد الضغوط على إيران، تساءل عدد من الخبراء في مجلة “فورين بوليسي” عن التوجه الأمريكي في المستقبل، ما إذا كان دونالد ترامب سيتبع سياسة قصف المنشآت النووية الإيرانية أم سيتجه نحو التفاوض والتوصل إلى اتفاق. وتشير المجلة إلى أن المتغيرات الإقليمية قد تدفع الإدارة الأمريكية إلى البحث عن حلول دبلوماسية بدلاً من التصعيد العسكري.
من المتوقع أن يستمر الضغط على إيران من قبل الإدارة الأمريكية المقبلة، بالتزامن مع الدعم البريطاني لهذه السياسات، في محاولة للحد من طموحات إيران النووية وزعزعة استقرارها الاقتصادي. في ظل هذه التطورات، تبدو المنطقة أمام مفترق طرق حساس بين التصعيد العسكري أو البحث عن حلول دبلوماسية أكثر استدامة، في وقت تعيش فيه إيران أزمة اقتصادية شديدة جراء العقوبات.