عاد السودان إلى واجهة الأحداث مع استعادة الجيش السيطرة على مدينة ود مدني ثاني أكبر مدن البلاد، وعاصمة ولاية الجزيرة مركز النشاط الزراعي السوداني، وعقدة الطرق بين شمال البلاد وجنوبها، وشرقها وغربها.
وحذر المبعوث الأميركي للسودان من أن التقارير عن عمليات انتقامية في ود مدني “مروعة” ويجب أن تتوقف.
وقال “توم بيرييلو” إن العقوبات الامريكية لها تأثيرات كبيرة على قدرة كلا من قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) كفرد وعائلة دقلو على القيام بأعمال تجارية في أي مكان في العالم،
وقد عززت استعادة السيطرة على المدينة اندفاع قوات الجيش رفقة القوات الرديفة، نحو الخرطوم وبحري اللتين تشكلان مع أم درمان العاصمة السودانية.
لم يكن سقوط ود مدني في 18 ديسمبر/كانون الأول 2023 حدثا عاديا في مسيرة الصراع الذي بدأ منتصف أبريل/نيسان 2023، بل كان أشبه بزلزال هزّ كيان السودان جيشا وشعبا، بعد أن انتشر القلق من أن قوات الدعم السريع غير قابلة للهزيمة.
فالمدينة سقطت من قبل دون قتال عنيف، بشكل تضمن انسحاب قادة الفرقة العسكرية الأولى المكلفة بالدفاع عن المدينة؛ مما دفع القوات المسلحة إلى فتح تحقيق بشأن ما جرى وإحالة سبعة ضباط من بينهم قائد الفرقة للمحاكمة العسكرية.
وقد تداعت جموع المواطنين لتشكيل كتائب مقاومة شعبية، والتسلح بما تيسر من عتاد للدفاع عن مناطقهم في ظل التخوف من تكرار ما حدث في ود مدني وعدم قدرة الجيش على الدفاع عنهم.