تقرير فرونتكس حول الهجرة غير الشرعية في 2024
تغييرات كبيرة في مسارات الهجرة
كشفت الوكالة الأوروبية لمراقبة الحدود (فرونتكس) عن تغييرات كبيرة في مسارات الهجرة، حيث شهدت بعض الطرق زيادة كبيرة في أعداد المهاجرين. العديد من هؤلاء المهاجرين ينحدرون من دول مثل سوريا وأفغانستان ومصر، مما يعكس التغييرات في الاتجاهات الهجرية في المنطقة.
سجلت فرونتكس زيادة مذهلة بنسبة 192% في عدد المهاجرين القادمين من روسيا البيضاء وروسيا، حيث ارتفع العدد إلى 17,000 شخص.
انخفاض عام في أعداد المهاجرين
أعلنت الوكالة الأوروبية لمراقبة الحدود عن انخفاض ملحوظ في عدد المهاجرين الذين دخلوا الاتحاد الأوروبي عبر طرق غير شرعية بنسبة 38% في عام 2024، ليصل العدد إلى أدنى مستوى له منذ عام 2021. وفقا لتقرير فرونتكس، بلغ عدد المهاجرين الذين عبروا الحدود الأوروبية بطريقة غير شرعية العام الماضي 239,000 مهاجر، وهو انخفاض كبير مقارنة بالعام الذي قبله.
ويعود هذا الانخفاض إلى عدة عوامل، أبرزها التعاون المكثف بين الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء والشركاء في مكافحة شبكات تهريب البشر.
الطرق الجديدة والهجرة عبر الحدود الشرقية
على الرغم من انخفاض الأعداد بشكل عام، شهدت بعض الطرق زيادات كبيرة. على سبيل المثال، سجلت فرونتكس زيادة مذهلة بنسبة 192% في عدد المهاجرين القادمين من روسيا البيضاء وروسيا، حيث ارتفع العدد إلى 17,000 شخص. ويشير التقرير إلى أن العديد من هؤلاء المهاجرين ينحدرون من دول مثل سوريا وأفغانستان ومصر، مما يعكس التغييرات في الاتجاهات الهجرية في المنطقة.
تراجع الهجرة عبر وسط البحر المتوسط وغرب البلقان
كانت أبرز العوامل التي ساهمت في انخفاض الهجرة عبر الطرق التقليدية هي انخفاض عدد الوافدين عبر طريق وسط البحر المتوسط، الذي شهد تراجعا بنسبة 59% في 2024، بالإضافة إلى انخفاض حاد بنسبة 78% عبر طريق غرب البلقان. ويرجع هذا التراجع إلى الجهود المكثفة التي بذلتها دول المنطقة، بما في ذلك تدابير منع الهجرة غير النظامية وتعزيز التعاون بين الدول المعنية.
زيادة الهجرة عبر طرق جديدة
على الرغم من التراجع الكبير في بعض الطرق التقليدية، إلا أن هناك زيادة ملحوظة في محاولات عبور الحدود عبر طرق جديدة. على سبيل المثال، شهد طريق شرق البحر المتوسط زيادة بنسبة 14% في محاولات العبور غير الشرعية، خاصة عبر ممرات جديدة من شرق ليبيا. كما لوحظ أن معظم المهاجرين عبر هذا الطريق هم من سوريا وأفغانستان ومصر.
كما شهد طريق غرب أفريقيا إلى جزر الكناري زيادة بنسبة 18% في أعداد المهاجرين، حيث وصل عدد الوافدين إلى ما يقرب من 47,000 شخص في 2024، وهو ارتفاع ملحوظ بسبب المغادرين من موريتانيا.
الهجرة كقضية سياسية رئيسية
أصبحت قضية الهجرة غير النظامية من القضايا المركزية في السياسة الأوروبية، لا سيما مع اقتراب الانتخابات في عدة دول أوروبية. وقد استغلت العديد من الأحزاب اليمينية والشعبوية هذه القضية لتدشين حملات انتخابية تعهدوا خلالها باتخاذ تدابير صارمة للحد من تدفق المهاجرين.
تصريح رئيس فرونتكس
قال هانس لايتنس، رئيس الوكالة الأوروبية لمراقبة الحدود، إن “عام 2024 شهد انخفاضا كبيرا في حالات عبور الحدود بطريقة غير شرعية، لكن هذا لم يكن خاليا من المخاطر الجديدة والديناميكيات المتغيرة”. وأكد أن على الاتحاد الأوروبي مواصلة جهود مكافحة الهجرة غير الشرعية في ظل هذه التحولات في طرق الهجرة وتزايد التحديات.
على الرغم من الانخفاض الملحوظ في أعداد المهاجرين غير الشرعيين إلى الاتحاد الأوروبي في عام 2024، فإن الوضع لا يزال يشهد تحولات مع تزايد التحديات الجديدة على الحدود الشرقية والطرق البديلة مثل طريق غرب أفريقيا. في ضوء هذه الديناميكيات المتغيرة، تظل الهجرة غير النظامية قضية رئيسية في السياسة الأوروبية التي تتطلب استجابة منسقة على المستويين المحلي والدولي.