رسالة وداع جو بايدن
قبل أقل من أسبوع من انتهاء ولايته الرئاسية، خاطب الرئيس الأمريكي جو بايدن الأمة في رسالة وداع نشرها عبر وسائل الإعلام.
مراجعة للإنجازات
رسالة جو بايدن التي جاءت بمثابة تقرير شامل عن إنجازات إدارته على مدار السنوات الأربع الماضية، سلطت الضوء على أهم القضايا الداخلية والخارجية التي مرت بها البلاد، بالإضافة إلى التحديات التي واجهها الأمريكيون خلال فترة حكمه.
تحديات البداية: جائحة كوفيد-19 والهجوم على الكونغرس
بدأ بايدن رسالته بالتأكيد على الصعوبات التي مرت بها البلاد في بداية عهده، حيث قال: “قبل أربع سنوات، كنا نقف في شتاء خطير. كنا نتعامل مع أسوأ جائحة في القرن، وأسوأ أزمة اقتصادية منذ الكساد الكبير، وأسوأ هجوم على ديمقراطيتنا منذ الحرب الأهلية.” وأضاف بايدن أنه رغم هذه التحديات الكبيرة، اجتمع الأمريكيون معا وتغلبوا عليها، ليخرجوا من الأزمة أقوى وأكثر نجاحا وأكثر أمانا.
الإنجازات الاقتصادية والاجتماعية
تطرقت الرسالة إلى الإنجازات الاقتصادية التي تحققت خلال ولاية بايدن، حيث ذكر أن الولايات المتحدة تمتلك اليوم “أقوى اقتصاد في العالم”، موضحا أن الحكومة تمكنت من خلق 16.6 مليون فرصة عمل جديدة، وزيادة الأجور، في الوقت الذي يستمر فيه التضخم في الانخفاض. كما أشار إلى أن “فجوة الثروة العرقية وصلت إلى أدنى مستوى لها منذ 20 عامًا”.
الدور القيادي في السياسة الخارجية
على الصعيد الدولي، سلط بايدن الضوء على أهم الإنجازات التي حققتها إدارته في السياسة الخارجية:
- الحرب في أفغانستان: في إشارة إلى انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، اعتبر بايدن أن هذه كانت “أطول حرب في تاريخ أمريكا” وأنه تم إنهاء التورط العسكري الأمريكي في هذا البلد.
- دعم أوكرانيا: تحدث بايدن عن تشكيل تحالف عالمي يضم أكثر من 50 دولة لدعم أوكرانيا ضد الغزو الروسي، بالإضافة إلى تقديم المساعدات الاقتصادية والمالية وممارسة أقوى العقوبات المتعددة الأطراف على روسيا.
- مكافحة الإرهاب: أشار بايدن إلى نجاحات إدارته في القضاء على قيادات إرهابية، مثل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، وعدد من القادة البارزين في تنظيم داعش.
- تحرير المعتقلين الأمريكيين: كشف بايدن عن عودة أكثر من 75 مواطنا أمريكيا كانوا محتجزين ظلما في سجون بالخارج، بما في ذلك بريتاني غرينر وبول ويلان وإيفان غيرشكوفيتش.
- دعم إسرائيل: أشاد بايدن بتقديم القيادة الأمريكية في الدفاع عن إسرائيل، وخاصة بعد الهجوم الإرهابي الذي شنته حماس في 7 أكتوبر، وزيارته التاريخية لإسرائيل أثناء الحرب.
الاستجابة لجائحة كوفيد-19
لا شك أن جائحة كوفيد-19 كانت واحدة من القضايا الكبرى التي واجهتها إدارة بايدن منذ بداية ولايته. وأكد الرئيس الأمريكي أن إدارته قدمت استراتيجية وطنية للتعامل مع الجائحة في اليوم الأول من رئاسته، بما في ذلك إطلاق أكبر برنامج تطعيم مجاني في تاريخ البلاد. كما نظم فريقه 90 ألف موقع تطعيم على مستوى البلاد وأرسل أكثر من 9000 جندي فيدرالي لدعم هذه الجهود. وأضاف أن الولايات المتحدة تبرعت بـ700 مليون جرعة لقاح لدول أخرى.
التقدم في المجالات التقنية والتجارية
تم أيضًا تسليط الضوء على التقدم الذي تحقق في مجالات التكنولوجيا والتجارة، حيث ذكر بايدن نجاح الولايات المتحدة في إنتاج أشباه الموصلات المتقدمة بتقنية 4 نانومتر لأول مرة منذ أكثر من عقد. كما تم الإشارة إلى استثمار الحكومة الفيدرالية في تصنيع أشباه الموصلات بموجب “قانون الرقائق والعلوم”، الذي خصص أكثر من 50 مليار دولار لتعزيز الابتكار وتطوير القوى العاملة الأمريكية.
التحديات المستقبلية ودعوة للأمل
اختتم بايدن رسالته بالتأكيد على أن “فكرة أمريكا” هي أقوى من أي جيش وأكبر من أي محيط، مشيرًا إلى أن الشعب الأمريكي يجب أن يبقى متمسكًا بالقيم الأساسية التي تأسست عليها الأمة. وتوجه بالشكر إلى الشعب الأمريكي على الدعم الذي تلقاه طوال فترة ولايته، قائلا: “لقد أعطيت قلبي وروحي لهذه الأمة، وفي المقابل، حظيت بمحبة ودعم الشعب الأمريكي مليون مرة.”
كما شدد على أهمية الوحدة والأمل في المستقبل، قائلا: “التاريخ بين أيديكم. القوة في يديك. فكرة أمريكا بين يديك. علينا فقط أن نحافظ على الإيمان ونتذكر من نحن. نحن الولايات المتحدة الأمريكية ولا يوجد شيء لا يمكننا القيام به معا.”
الاستعداد للخطاب الوداعي
من المقرر أن يلقي جو بايدن خطابه الوداعي في مساء الأربعاء 15 ديسمبر/كانون الأول، والذي سيتم بثه مباشرة على الهواء. من المتوقع أن يتناول فيه مضمون الرسالة التي نشرت قبل ساعات، ويستعرض أبرز المحطات التي مرت بها إدارته خلال فترة حكمه.