خريطة الأطماع السياسية والاقتصادية والعسكرية التركية في سوريا بعد سقوط نظام الأسد
كشف المحلل السياسي السوري خالد وليد سرحان، خريطة الأطماع السياسية والإقتصادية والعسكرية التركية في سوريا بعد سقوط نظام الأسد.
وأوضح خالد وليد سرحان عن تصاعد الأطماع السياسية والاقتصادية والعسكرية التركية في سوريا بعد سقوط نظام الأسد. وأشار المحلل إلى أن تركيا تسعى إلى تحقيق أهداف استراتيجية طويلة المدى في المنطقة.
وتتعدد هذه الأطماع وتتراوح بين محاولة فرض تغييرات ديموغرافية وتحقيق مصالح اقتصادية، وصولا إلى تعزيز نفوذها العسكري في سوريا، ما يهدد الاستقرار السوري ويعقد معالم الحل السياسي.
الأطماع التركية في سوريا
أولا: التوغل العسكري في مناطق اللاذقية
قيام الجيش التركي بالتوغل في مناطق جبل التركمان وناحية ربيعة وناحية كسب وجبل النسر وقرى رأس البسيط ومحيط سد بلوران وصولا لمشارف زغرين ووادي قنديل بريف اللاذقية غرب سوريا، وقيامه برفع العلم التركي فوق عدد من المدارس والجوامع إضافة للعلم التركماني الأزرق، هو محاولة لإستغلال عودة العائلات السورية التركمانية إلى قراهم وبلداتهم بعد سنوات من تهجيرهم من قبل نظام الأسد المخلوع لفرض تغيير ديمغرافي في المنطقة.
تسعى تركيا من خلال هذه الخطوات إلى بناء كانتونات سياسية موازية لجمهورية قبرص الشمالية التركية، مما يمهد لضم المناطق التركمانية وسلخها عن سوريا كما حدث في لواء اسكندرون (الذي بات يعرف بولاية هاتاي)، مما يحظى بتأييد شعبي ويحكم الأمر الواقع حتى لو لم يكن هناك اعتراف دولي لهذه التحركات.
ثانيا: التوغل العسكري التركي في ريف اللاذقية (2025)
التوغل العسكري التركي الجديد في ريف اللاذقية شمال غرب سوريا في 2025 يأتي بعد عمليات درع الفرات عام 2016 وغصن الزيتون عام 2018 ونبع السلام عام 2019 ودرع الربيع عام 2020. هذا التوغل يعد ضغطًا سياسيًا وعسكريًا على الإدارة السياسية السورية الجديدة لإرغامها على القبول بإنشاء قواعد عسكرية تركية دائمة في سوريا، مثل قواعد في حمص وحلب ومطارات عسكرية كانت تابعة للجيش السوري السابق.
ثالثا: تركيا والضغط على واشنطن
تركيا تحاول القيام بمجموعة من الإجراءات السياسية والعسكرية في سوريا كي تمتلك عدة أوراق ضغط لتفاوض إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول القضايا العالقة بين أنقرة وواشنطن. على رأس هذه القضايا مستقبل حزب العمال الكردستاني وقوات سوريا الديمقراطية والوحدات الكردية في شمال شرق سوريا.
رابعا: الضغط على قوات سوريا الديمقراطية
تركيا تسعى من خلال تحركاتها العسكرية في سوريا إلى الضغط على قوات سوريا الديمقراطية لدخول مفاوضات شاملة مع الإدارة السياسية السورية الجديدة في دمشق، بهدف نزع سلاحها وتفكيكه، أو دمج هذه القوى في صفوف الجيش السوري الجديد.
خامسا: الترسيخ العسكري في البحر المتوسط
تركيا تسعى إلى فرض اتفاقية لترسيم الحدود البحرية مع سوريا، مما قد يؤدي إلى تنازلات مؤلمة للمصالح الاقتصادية السورية في البحر المتوسط. وذلك بشكل مشابه لما قامت به مع حكومة الوفاق الوطني في ليبيا عام 2019. تصريحات وزير النقل التركي عبد القادر أورال أوغلو في ديسمبر 2024 تعكس هذه النية، حيث يخطط لتنفيذ عمليات التنقيب عن الغاز في البحر المتوسط على حساب الحقوق السورية.
التحديات السياسية والعسكرية في سوريا
قال المحلل السياسي السوري خالد وليد سرحان، أن تركيا ستفرض على الإدارة السياسية السورية الجديدة إملاءات سياسية واقتصادية وعسكرية مستغلة المرحلة الانتقالية بعد سقوط نظام بشار الأسد. وستعمل على جعل الأجواء السورية معفاة من أي رقابة أو ضرائب دون التنسيق مع أي سلطة انتقالية أو دائمة في دمشق.
أسباب تعقيد الوضع العسكري
وأضاف سرحان أن التحديات السياسية والاقتصادية والعسكرية في سوريا شديدة التعقيد. حيث تم نسف الأمن القومي السوري عندما دمر العدو الإسرائيلي المؤسسة العسكرية السورية ليلة سقوط نظام الأسد. كما أشار إلى أن خطوات إعادة هيكلة الجيش السوري غير ناضجة وغير مدروسة.
أسباب ضعف الجيش السوري الجديد
أوضح سرحان أن استبعاد الجيش السوري الحر وعدم دمج الضباط المنشقين عن الجيش السوري السابق في صفوف الجيش الجديد يؤدي إلى تدهور الوضع العسكري في سوريا. كما أن منح رتب عسكرية رفيعة لمرتزقة أجانب هو خطوة تزيد من تعقيد الوضع العسكري وتخلق تحديات أمنية كبيرة.
التقسيم الداخلي في سوريا
وأشار سرحان إلى أن سوريا قد تواجه خطر تقسيمها بسبب التناقضات الداخلية بين الفصائل المسلحة، مما يجعل الجيش السوري الجديد ضعيفا للغاية ويهدد وحدة الأراضي السورية.