تقرير: الدمار الهائل في قطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي
كشف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا”، في تقريره اليوم الاثنين، عن حجم الدمار الذي حل بقطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي المستمر. حيث أفاد التقرير أن 92% من المنازل في غزة، أي نحو 436 ألف منزل، قد دمرت أو تضررت جراء القصف الإسرائيلي، مما أدى إلى نزوح 90% من السكان عن بيوتهم.
الدمار الواسع في البنية التحتية
وأشار التقرير إلى أن قطاع غزة تعرض لقدر “غير مسبوق من الدمار في التاريخ الحديث”، حيث ألحقت العمليات العسكرية الإسرائيلية أضرارًا كبيرة في كافة القطاعات. فقد بلغ عدد المباني المتضررة أو المدمرة وفقًا لتقرير الأمم المتحدة ما يقرب من 69% من المباني في القطاع، أي ما يعادل 170,812 مبنى. بينما أفاد باحثان أميركيان باستخدام تحليل الأقمار الصناعية أن 59.8% من المباني قد تضررت بشكل جزئي أو كامل، بواقع 172,015 مبنى.
الأضرار في الخدمات الأساسية
وأكدت الأمم المتحدة أن قطاعي الصحة والتعليم تعرضا لدمار شبه كامل. حيث تضررت 88% من مدارس غزة، والبالغ عددها 564 مدرسة، بسبب القصف المباشر، مما أثر على قدرة القطاع التعليمي على العمل وأدى إلى تحويل العديد من المدارس إلى مراكز إيواء للنازحين. من جهة أخرى، فقد تم تدمير 68% من شبكة الطرق الرئيسية في القطاع، ما أضاف صعوبة في التنقل وتوفير المساعدات الإنسانية.
الآثار الزراعية والاقتصادية
أما في ما يتعلق بالأراضي الزراعية، فقد دمرت 68% من الأراضي الزراعية في القطاع، ما يعادل حوالي 103 كيلومترات مربعة من الأراضي الزراعية. وكانت محافظة شمال غزة الأكثر تضررًا بنسبة 79% من الأراضي الزراعية المتأثرة. هذه الأضرار تهدد الأمن الغذائي في المنطقة وتعقد من جهود إعادة الإعمار.
التحديات المقبلة
وفي تعليق له، قال ممثل منظمة الصحة العالمية في فلسطين، الدكتور ريك بيبركورن: “إن إعلان وقف إطلاق النار يبعث الأمل، ولكن التحدي الذي ينتظرنا مذهل”. وأضاف أن معالجة الاحتياجات الإنسانية الهائلة واستعادة النظام الصحي في غزة ستكون مهمة معقدة وصعبة بالنظر إلى حجم الدمار والقيود التي تفرضها الأوضاع.
حصيلة العدوان الإسرائيلي
منذ بداية العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023، استشهد ما لا يقل عن 46,913 فلسطينيًا، بينهم 17,581 طفلًا و12,048 امرأة. كما أصيب أكثر من 110,750 آخرين، بينما لا يزال نحو 11 ألف شخص مفقودين تحت الأنقاض أو في الشوارع.
ختامًا
لا تزال غزة تواجه تحديات ضخمة في إعادة بناء ما دمرته الحرب. ومن المتوقع أن تصل التكلفة الإجمالية لإعادة البناء إلى 40 مليار دولار أميركي، فيما تحتاج المنطقة إلى دعم دولي عاجل لضمان إعادة الإعمار وتلبية الاحتياجات الإنسانية الأساسية للسكان الذين يعانون من آثار الحرب المستمرة.