قال رضا بهلوي، ولي عهد إيران السابق، إن “النظام الإيراني أشعل حربًا ضد الشعب وأميركا”، مضيفا: “الشعب الإيراني ليس وحيدًا في نضاله، وأنا أقف إلى جانبه”، وشارك الأمير بهلوي في مؤتمر حول “الديمقراطية وحقوق الإنسان”، الثلاثاء، بالنادي الوطني للصحافة في واشنطن.
ويعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن إيران دولة راعية للإرهاب، تهدّد إسرائيل، وأن الحرس الثوري الإيراني قتل أو دعم قتل جنود أميركيين. لذا كان من المتوقّع أن يوجّه، في بداية ولايته، الكثير من الانتباه إلى الخطر الإيراني، خصوصاً البرنامج النووي.
لكن ترامب ومنذ انتخابه رئيساً في نوفمبر الماضي، لم يتحدّث ولم نسمع الكثير من مساعديه عن إيران، إلا ما سربه فقط بعض مساعديه عن أن حزمة ضخمة من العقوبات الأميركية ستفرض مع عودته إلى البيت الأبيض.
وأشار بهلوي إلى أن “الإيرانيين ليسوا وحدهم، ولن أسمح لهم بالقتال بمفردهم. لقد طلبوا مني قيادة الانتقال من هذا النظام المُحبِ للحروب إلى مستقبل مستقر ومليء بالسلام، وقد قبلت دعوتهم للقيادة”.
وأضاف أن نظام طهران، بعد أن تضررت مجموعاته الوكيلة في المنطقة، أصبح في أضعف حالاته.
وتابع: “يمكن للولايات المتحدة أن تستغل الفرصة التاريخية الحالية لتغيير وجه الشرق الأوسط من أجل تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، أو أن تتعامل بتساهل مع نظام إيران وتترك الشرق الأوسط للإرهابيين المتطرفين”، وفقاً لما نقله موقع “إيران انترناشيونال”.
وأوضح أن برنامجه لإسقاط واستبدال النظام الإيراني يشمل: “خلق انقسامات داخل النظام، وتسهيل انفصال الأفراد عنه، وإشراك النشطاء داخل إيران، وحشد الرأي العام العالمي والإيرانيين في الخارج، والتعاون مع حكومات مجموعة العشرين لفرض أقصى ضغط على النظام وتقديم أقصى دعم للشعب، وأخيرًا، التحضير لمرحلة انتقال السلطة وإعادة الإعمار الاقتصادي والسياسي”.
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مؤتمر صحفي: “لو لم يكن جو بايدن موجودًا، لما وقعت أحداث الشرق الأوسط، لأن إيران لم تكن تملك أي أموال. لم يكن لديهم أي أموال لحماس وحزب الله، ولم يكن السابع من أكتوبر ليحدث.‘”
وأكد بهلوي خلال جلسة الأسئلة والأجوبة أن جميع الجهود الدولية التي بُذلت على أمل تغيير سلوك النظام الإيراني باءت بالفشل، لأن النظام الإيراني بحكم طبيعته غير قادر على التفاعل مع العالم الحر.
وقال: “بدلًا من إضاعة الوقت في محاولة التوصل إلى اتفاق مع نظام إيران، يجب التركيز على تقديم أقصى دعم للشعب الإيراني”.
وردًا على سؤال حول النظام الذي يتخيله لإيران بعد نظام الجمهورية الإسلامية، قال: “القاسم المشترك بين غالبية القوى العلمانية والديمقراطية في إيران، والتي تتمتع بتنوع كبير، هو نظام ديمقراطي علماني”.
وأضاف: “بناءً على ثلاثة مبادئ هي حقوق الإنسان، والنظام الديمقراطي العلماني، وسلامة الأراضي، يمكن لجميع القوى التعاون معًا”.
وأكد أن الدبلوماسية مع النظام الإيراني قد فشلت، وأن على الدول الغربية أن تدرك أن البديل للتحرر من “الجمهورية الإسلامية” هو الاستثمار في الشعب الإيراني.
وقبل هذا الحدث، أعلن نجل شاه إيران السابق أنه سيتحدث عن “رؤيته لإيران جديدة والاستقرار والفرص التي ستجلبها للمنطقة والولايات المتحدة”.
وكتب على حسابه على منصة “إكس” (تويتر سابقًا): “الشرق الأوسط على أعتاب عصر جديد من السلام والازدهار. لكن نظام الجمهورية الإسلامية، وهو أضعف من أي وقت مضى، يحاول بكل قوة منع ذلك”.
وأضاف: “الشعب الإيراني يريد أن يكون جزءًا من هذا العصر الجديد”.
وأكد بهلوي على ضرورة التأكد من أن الفراغ الذي سيتركه سقوط النظام الإيراني لن يتم ملؤه بجهات سيئة. وقال: “نحن نركز على فهم الشعب الإيراني وخارطة الطريق لإنقاذ البلاد. إيران لديها أكبر إمكانات غير مستغلة للاستثمار، ومن مصلحة طهران والدول الأخرى أن تستثمر فيها”.
وتحدث عن فتح إيران أمام الاستثمارات الخارجية، قائلًا: “تخيلوا لو قرر إيلون ماسك الاستثمار في بلوشستان، أو أن تساعد إسرائيل إيران في إدارة موارد المياه”. وأضاف: “المهم هو وقف الرقابة في إيران وتمكين الشعب الإيراني من الوصول إلى الإنترنت”.
وأشار إلى المعارضين والسجناء السياسيين في إيران، قائلًا إنهم يجب أن يتمكنوا من إيصال أصواتهم إلى العالم.وأكد بهلوي أن المزيد من “الكتلة الصامتة” في إيران تفقد الأمل في إصلاح النظام يومًا بعد يوم.
وقال: “الشعب الإيراني يريد أن يعرف كيف سيدعمه المجتمع الدولي في عملية الانتقال من الجمهورية الإسلامية”.
وأشار إلى أن المحامين والقانونيين الإيرانيين يعملون على كيفية التعامل مع بقايا نظام طهران بعد تغييره، قائلًا: “بعد سقوط النظام، لا يجب التفكير في الانتقام أو إراقة الدماء”.
رسالة إلى ترامبوفي وقت سابق، وجه الأمير رضا بهلوي رسالة إلى دونالد ترامب حذر فيها الحكومة الأميركية الجديدة من الثقة بالنظام الإيراني، مؤكدًا أن الرئيس الأميركي الجديد يمكنه إنهاء الاستبداد في إيران من خلال سياسة الضغط الأقصى.
وكتب في الرسالة التي نُشرت في 20 يناير (كانون الثاني) على منصة “إكس”: “لم يمتلك أي من رؤساء أميركا السابقين الشجاعة لإنهاء هذا الاستبداد. أنت تستطيع ذلك، ليس من خلال الحرب، ولكن بالحفاظ على الضغط الأقصى على النظام وتقديم أقصى دعم للشعب الإيراني الشجاع”.
وأكد أن الحكومة الأميركية الجديدة يجب ألا تثق بالنظام الإيراني، قائلًا إن النظام “الذي أصبح أضعف من أي وقت مضى، سيحاول الحفاظ على نفسه من خلال الخداع والوعود الكاذبة والمكر، كما فعل طوال الـ45 عامًا الماضية، ولكن لا يمكن الوثوق بهذا النظام”.
وكان الرئيس دونالد ترامب واضحاً في سياساته تجاه طهران خلال ولايته الأولى، فهو يريد منها أن تعيش داخل حدودها كما تشاء، لكن بدون برنامج نووي ودون التدخّل في شؤون الدول الجارة.
لكن إيران، التي ترك ترامب ملفّها منذ أربع سنوات، هي الآن دولة مختلفة، فهي بلا دفاعات جوّية ودون سوريا. فيما تعرّضت حماس وحزب الله لضربات موجعة على يد إسرائيل.
هذا ويرتقب أن يزور رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو واشنطن الأسبوع المقبل، حيث يرجح أن يكون “السؤال الإيراني” في مقدمة القضايا التي يريد مناقشتها مع ترامب.
واختار ترامب السناتور الأميركي ماركو روبيو، الذي يؤيد اتباع سياسة خارجية صارمة ضد إيران، لمنصب وزير الخارجية. كما دعا مايك والتز، الذي من المقرر أن يصبح مستشار ترامب للأمن القومي، إلى اتخاذ موقف أكثر حزما ضد إيران.
وكان ترامب قد أكد، خاصة خلال حملته الانتخابية، أنه في حال عودته إلى البيت الأبيض، سيغير سياسة إدارة بايدن تجاه إيران.
ومع ذلك، فإن ترامب وأعضاء إدارته، منذ بدء عملهم في 20 يناير، على الرغم من اتخاذهم مواقف واضحة بشأن العديد من قضايا السياسة الخارجية، لم يعلنوا بعد الخطوط الرئيسية لسياستهم تجاه النظام الإيراني.
قبل ساعات من تصريحات دونالد ترامب، قالت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، ردًا على سؤال صحافي حول سياسة ترامب المستقبلية تجاه إيران: “لقد أوضح الرئيس موقفه من إيران تمامًا، وأكد ذلك خلال مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة.
وقال إنه في حال عدم تقدم المفاوضات، فإن حماس والإرهابيين المدعومين من إيران سيدفعون ثمنًا باهظًا، وسيتم تنفيذ ذلك بسرعة.”
ولم تجب المتحدثة باسم البيت الأبيض على سؤال حول ما إذا كان ترامب، بالإضافة إلى الخيار العسكري، ينوي استخدام صلاحياته الواسعة لتسريع الإطاحة بنظام إيران.