زيادة أسعار الخبز في إيران – 3 فبراير 2025
أعلن حشمت الله عسكري، نائب محافظ طهران، أن أسعار الخبز في إيران ستشهد زيادة جديدة مع تحديد سعر القمح للموسم الجديد. هذا التصريح أثار القلق بين المواطنين الإيرانيين الذين عانوا في الأشهر الأخيرة من الزيادة المستمرة في أسعار الخبز، التي تُعتبر من أبرز المواد الأساسية في الحياة اليومية.
تفاوت الأسعار وتعدد النماذج
في تصريحات لوسائل الإعلام المحلية، أوضح عسكري أن أسعار الدقيق الموزع على المخابز حالياً تعتمد على ثلاثة نماذج مختلفة، مما يؤدي إلى تفاوت كبير في أسعار الخبز بين المخابز المختلفة. وأضاف أنه من المتوقع أن يستمر هذا التفاوت في العام المقبل، حيث من المحتمل أن يصل عدد النماذج السعرية للدقيق إلى خمسة أو ستة.
وأشار عسكري إلى أن هذه المشكلة تتطلب معالجة جذرية، حيث اقترح توحيد سعر الدقيق في المخابز كحل للمشكلة. واعتبر أن هذا الإجراء سيحسن الوضع إذا تم تنفيذه بشكل مناسب. ورغم أن الحكومة تعتبر هذا الأمر من أولوياتها، إلا أن التنفيذ العملي لا يزال محل تساؤل في ظل الظروف الاقتصادية الحالية.
الارتفاعات الأخيرة في الأسعار
على الرغم من التحذيرات الرسمية، أفادت تقارير عدة عن زيادة غير رسمية في أسعار الخبز في طهران، حيث ارتفعت بعض أنواع الخبز بنسبة تزيد عن 100% في بعض المخابز. كما أكدت وكالة “نور نيوز” أن الأسعار ارتفعت في 10 محافظات إيرانية أخرى، بما في ذلك قزوين وخراسان رضوي، بنسبة تتراوح بين 25% و75% منذ الأسبوع الماضي.
ناشطون في صناعة الدقيق أشاروا إلى أن سياسات الدعم الحكومي التي تم اتباعها في السنوات الأخيرة كانت غير فعالة، مما جعل التحكم في أسعار الخبز خارج نطاق السيطرة الحكومية.
الحكومة تلاحق المخالفات
وفي ظل هذه الزيادة المستمرة في الأسعار، أكدت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إيسنا) أن وزارة الزراعة وفرق الرقابة الحكومية ستتخذ إجراءات ضد أي مخالفات تتعلق بتسعير الخبز. وقد أفادت تقارير بوجود شكاوى واسعة النطاق حول البيع بأسعار تتجاوز التسعيرة الرسمية، حيث تم تداول أنباء عن بيع الخبز في طهران بسعر يتراوح بين 100 ألف تومان في بعض الأماكن.
ورغم التصريحات الرسمية عن تصحيح الأسعار، يظل المواطنون يشعرون بقلق كبير تجاه استمرار ارتفاع أسعار المواد الأساسية. ويؤكد الخبراء أن الزيادة في الأسعار لا تعود إلى زيادة أرباح نقابة الخبازين، بل نتيجة للتضخم المستمر وارتفاع أسعار البنزين والمواد الأولية.
الاحتجاجات والمطالب الاجتماعية
تزداد حدة الاستياء الشعبي من ارتفاع أسعار الخبز والمواد الأساسية الأخرى، ويظهر ذلك في الاحتجاجات التي يشهدها العديد من المدن الإيرانية. ففي الأسابيع الأخيرة، نزل المتقاعدون والنقابيون إلى الشوارع مطالبين بتحسين أوضاعهم المعيشية، وأطلقوا شعارات تنتقد الحكومة بسبب “الأجور المنخفضة” و”ارتفاع أسعار الخبز”.
مع ارتفاع أسعار الخبز المتواصل، يواجه المواطن الإيراني تحديات كبيرة في تأمين احتياجاته الأساسية. بينما تحاول الحكومة معالجة بعض من هذه القضايا من خلال سياسات وقرارات مختلفة، يبقى السؤال حول ما إذا كانت هذه الإجراءات ستؤدي إلى تغيير ملموس في حياة الناس أم أن الأزمة ستستمر في التفاقم.
ملحوظة: لا تزال الأزمة قائمة، مع تساؤلات حول قدرة الحكومة على تحقيق إصلاحات فعالة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.










