رزان صفور وزيارتها إلى السعودية – 2025
في خطوة غير مسبوقة، لفتت السيدة السورية رزان صفور الأنظار خلال زيارتها الأولى للمملكة العربية السعودية بصحبة الرئيس السوري أحمد الشرع الجولاني، والتي تعتبر انجليزية المولد والجنسية وحاملة لأفكار جماعة الإخوان المسلمين في رؤيتهم لثورات الربيع العربي. كما انها تتخذ موقفًا عدائيًا تجاه النظام المصري بعد إسقاط جماعة الإخوان في مصر 2013.
وتعد هذه الزيارة الأولى لأحمد الشرع خارج سوريا، وقد جاءت لتسجل حضورًا مميزًا لسيدة سورية ضمن الوفد الرسمي، وهو الأمر الملفات بحضور البريطانية رزان صفورضمت وفد أحمد الشرع..
رزان صفور: سيدة سورية في الوفد الرئاسي
رزان صفور، التي كانت ضمن وفد أحمد الشرع خلال زيارته إلى السعودية، تحمل خلفية فكرية وثقافية تحمل رؤية إخوانية. هي طالبة ماجستير في التاريخ في كلية الدراسات الشرقية والإفريقية بجامعة لندن، كما أنها تعمل مع اللجنة السورية لحقوق الإنسان، حيث تركز على القضايا المتعلقة بسوريا والمنطقة العربية.
رزان هي من أسرة مهجرة منذ الثمانينات على يد نظام البعث، حيث ولدت خارج سوريا. وعليه، فهي تمثل جيلا جديدا من السوريين الذين نشأوا بعيدًا عن وطنهم وتربة وتعليمهم في بريطانيا وتحمل الجنسيةالبريطانية.
نشاط رزان صفور في الإعلام والقضايا العربية
إضافة إلى نشاطها الأكاديمي والحقوقي، تعرف رزان صفور بتغطيتها الإعلامية لقضايا العالم العربي، حيث كتبت في وسائل الإعلام الموجهة نحو القضايا السياسية والفكرية للمنطقة. ومن بين هذه الوسائل صحيفة “ميدل إيست آي”، المقربة من جماعة الإخوان المسلمين والممولة من قطر، بالإضافة إلى “العربي الجديد” التي تصدر من لندن وتعتبر واحدة من الأذرع الإعلامية لجماعة الإخوان.
رؤية رزان صفور للربيع العربي
في مقالها الشهير “هل فشل الربيع العربي فعلاً؟”، الذي نشر في 29 يناير 2016 في صحيفة “العربي الجديد”، تقدم رزان صفور رأيًا مغايرًا حول تقييم الثورات التي حدثت في المنطقة العربية. تعتبر أن تصنيف هذه الثورات على أنها “ناجحة” أو “فاشلة” هو تقييم مختزل ولا يتناول الأبعاد العميقة التي تجسدت في التحولات الاجتماعية والسياسية التي مرت بها شعوب المنطقة.
وتؤكد صفور في مقالها أن الربيع العربي كان بمثابة ثورة في الوعي، وليست مجرد تحركات عابرة في التاريخ. وتوضح أن رغم أن العديد من الثورات لم تحقق أهدافها بشكل فوري، فإنها أحدثت تغييرات غير ملموسة على المستوى السياسي والثقافي في معظم الدول العربية.
مصر والربيع العربي
رزان صفور تركز في مقالها أيضا على مصر وكيف كانت إحدى أبرز الساحات التي شهدت تغييرًا كبيرًا بعد الثورة.
وعن السلطة في مصر وإسقاط نظام الإخوان المسلمين تقول “صفور” إن واحدة من أهم نتائج الربيع العربي كانت تحول الهياكل السياسية إلى هياكل أكثر ديمقراطية وأفقية، وعلى سبيل المثال، أصبح هناك إبداع شبابي واضح في النشاط الثوري مثل “ألتراس نهضاوي” في مصر، الذي يعمل بشكل لا مركزي، ويملك قدرة على تعبئة الجماهير بسرعة في مواجهة النظام المصري.
وأضافت مثل هذه الهياكل، التي لم تكن لتظهر لولا الربيع العربي، هي أمثلة على انتقال الشعوب العربية من الانصياع إلى النظام الاستبدادي إلى التفكير الجماعي الديمقراطي.
الربيع العربي: عملية مستمرة
في نهاية مقالها، تؤكد صفور أن الربيع العربي لم يكن مجرد لحظة عابرة بل هو عملية مستمرة من التغيير، وتحول مستمر في وعي الشعوب العربية. حتى وإن كانت الأنظمة الاستبدادية قد نجحت مؤقتًا في مقاومة هذه التحولات، فإن الفكرة الثورية التي انطلقت في 2011 لا تزال حية في أذهان الناس، ولن تعود إلى الوراء.
تعتبر صفور أن الربيع العربي قد فتح أمام الشعوب العربية فرصًا جديدة للتعبير عن آرائهم والمطالبة بحقوقهم، ويعد بمثابة صحوة للعقول التي ستؤثر بشكل مباشر على المستقبل السياسي والاجتماعي في المنطقة العربية.