في استقابله لامير قطر ارتدي الرئيس السوري الانتقالي احمد الشرع كرفتة قرمزية اللون -عنابي- ترمز الي لون العلم القطري كنوع من التكريم، وحينما حل ضيفا علي المملكة العربية السعودية بدل اللون القرمزي العنابي بالاخضر، في رسالة لا تخطئها العين اراد ان يقول من خلالها ان سوريا باتت منفتحة علي محيطها العربي.
ووجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الجمعة الماضية تهنئة للرئيس السوري الجديد أحمد الشرع بمناسبة توليه المنصب، متمنيا له “النجاح في تحقيق تطلعات الشعب السوري”.
ونقل بيان للرئاسة المصرية على منصة “إكس” عن السيسي قوله “أتوجّه بالتهنئة للسيد أحمد الشرع لتولّيه منصب رئاسة الجمهورية العربية السورية خلال المرحلة الانتقالية”. وأضاف “تمنياتي له بالنجاح في تحقيق تطلّعات الشعب السوري نحو مزيد من التقدم والازدهار”.
ودائما ما يرتدي الشرع الكرافتة الخضراء، وهي ليست مجرد قطعة إكسسوار، بل رسالة سلام واضحة«، هكذا وصفت الدكتورة نهى فوزي، أستاذة الموضة بإحدى الجامعات الخاصة، اختيار أحمد الشرع، المعروف بـ «أبومحمد الجولاني»، لهذا اللون في ربطة عنقه خلال لقائه بوليد جنبلاط، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق، الأحد الماضي.
وأوضحت «فوزي» أن اللون الأخضر في علم سيكولوجية الألوان يُشير إلى الانفتاح والرغبة في التفاهم، مما يُعبر عن رسالة سياسية ذات دلالات عميقة، وأضافت أن دبوس غصن الزيتون على البدلة يعزز هذه الرسالة، مؤكدة أن الأناقة والإكسسوارات الراقية تلعب دورًا كبيرًا في إيصال رسائل غير مباشرة تعكس النوايا والاتجاهات.
وأشارت «فوزي» إلى أن البدلة الرسمية تُعد رمزًا عالميًا للتحضر والانفتاح، وتعكس رغبة الجولاني في تجاوز فترة التوتر والصدام، وفتح صفحة جديدة، وأضافت: «الأناقة تُشكل أداة فعّالة لتعزيز الانطباعات الإيجابية والثقة بالنفس، كما أن الملابس الرسمية تُظهر رغبة في التواصل والانفتاح على الآخرين، وهي رسالة قد تُفسَّر بأنها محاولة لتسهيل الحوار وتقريب وجهات النظر».
وفي تعليقاتهم تناول المراقبون ما وصفوه بـ«نيولوك الجولاني»، والتحولات اللافتة التي طرأت على مظهر زعيم هيئة تحرير الشام منذ سقوط نظام بشار الأسد، فمن قائد عسكري يرتدي الزي التقليدي للجماعات الجهادية، إلى شخصية سياسية تتأنق بالبدلة وربطة العنق، يبدو أن الجولاني يسعى إلى إعادة تعريف صورته أمام العالم.
التحول في مظهر الجولاني أثار اهتمامًا واسعًا بين وسائل الإعلام المحلية والدولية، ويُعد هذا التغيير الاستراتيجي جزءًا من محاولة هيئة تحرير الشام للخروج من عباءة الجماعة المتطرفة إلى فضاء السياسة الإقليمية والدولية.
من جهته علق الدكتور أحمد يوسف، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، على ظهور الجولاني بزيه الجديد، قائلًا: «تغيير الملابس قد يبدو خطوة دبلوماسية تُستخدم لتخفيف الصورة المتطرفة التي ارتبطت بالجولاني، ولكنها في الوقت ذاته لا تعطي ضمانًا لتغير حقيقي في توجهاته».
وأشار الدكتور يوسف إلى أن هذا التحول في المظهر يثير تساؤلات حول ما إذا كان نابعا من قرارات ذاتية للجولاني، أم أنه انعكاس لتوجيهات من قوى إقليمية مثل تركيا أو دول أخرى.
وقال: «تبديل الزي العسكري إلى ملابس فاخرة وربطة عنق قد يُخدع البعض، لكنه لن يُقنع الخبراء والمتابعين للمشهد السياسي بأن هناك تغييرًا جوهريًا في سياساته أو قناعاته».
وأضاف: «المظهر الأنيق للجولاني قد يسهم في تسهيل الحوار وتقريب وجهات النظر بشكل ظاهري، لكنه يُثير تساؤلات حول مدى استمرارية هذا التحول في ظل القواعد الفكرية والعقائدية التي تربى عليها».
وعن التكهنات بزيارة قريبة للشرع في القاهرة، يقول الباحث محمد نور :” مصر منذ اللحظة الأولى وهي بتتعامل مع الملف السوري بشكل حذر وبشكل تدريجي تصاعدي حسب تطورات الوضع هناك” .
مضيفا :”وبما أن في رغبة شعبية سورية وإتفاق سوري سوري + إعتراف دولي بتولي الشرع الرئاسة يبقى هنتعامل مع الأمر الواقع لكن بشروطنا وسياستنا الخاصة بما يحقق المصلحة المصرية” .
وتابع نور :” مصر كانت الأعقل والأذكى والأحكم في التعامل مع الملف السوري وكانت متوازنة جداً، لا جريت دعمت الشرع من البداية زي دول تانية وزي ما بعض الناس كانت بتطلب، ولا دلوقتي بتعادي إرادة الشعب السوري اللي قبل بنفسه ان الشرع يكون رئيس” .
واكد :”إذن علاقات قائمة على الإحترام والمصالح المتبادلة بما يصون ويحفظ الأمن القومي المصري، بحيث لا تشكل سوريا تهديد لمصر ولا لمصالح مصر في المنطقة” .
مضيفا :”إحنا بنتعامل مع إسرائيل وتركيا وإيران عادي، فطبيعي نتعامل مع أي نظام طالما قادرين نحافظ على أمننا ومصالحنا”. .
وختم بالقول :”الخلاصة .. خطوات “تدريجية” صحيحة وتعامل حذر صحيح وعلاقات قائمة فقطططط على المصالح مع الوضع في الإعتبار ان هذا النظام هو صنيعة الغرب وإسرائيل وفي غالب الظن لن يأتي من وراءه خير” .