“نحن الطوفان..نحن اليوم التالي ..”.. تحت هذه اللافته بدأت حركة حماس استعراضها الأسبوعي لتسليم الأسرى الاسرائيليين في قطاع غزة في مشاهد تاريخية تكرس مرحلة جديدة في موازين الصراع.
وسلمت كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس، ثلاثة أسرى إسرائيليين ضمن الدفعة الخامسة من صفقة التبادل مع الاحتلال الإسرائيلي، في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
وأعلنت كتائب القسام تسليم الأسرى الأسرى الإسرائيليين الثلاثة وهم: إلياهو داتسون شرعبي، أور أبراهام ليفي، أوهاد بن عامي. ومقابل ذلك، من المقرر أن تفرج سلطات الاحتلال عن 183 أسيرا فلسطينيا من داخل سجونها، بينهم 18 محكوما بالمؤبد.
وبإتمام تسليم الدفعة الخامسة، تكون القسام سلمت 16 أسيرا إسرائيليا ضمن صفقة التبادل الحالية التي تشمل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين مقابل الإفراج عن أسرى إسرائيليين.
أكدت حركة حماس أن مشاهد عملية التسليم، ورسائل المقاومة حول اليوم التالي، تؤكد أن يد شعب فلسطين ومقاومته ستبقى العليا، وأن اليوم التالي هو يومٌ فلسطينيٌّ بامتياز، يقرب الفلسطينيين أكثر من العودة والحرية وتقرير المصير.
وأفرجت كتائب القسام في غزة اليوم عن ثلاثة من الاسرى الإسرائيليين لديها، مقابل تحرير دفعة جديدة من أسري فلسطينيين في سجون الاحتلال، ضمن إطار صفقة طوفان الأقصى.
وقالت الحركة أن شعار “نحن الطوفان.. نحن اليوم التالي” تأكيد على أنه يوم فلسطيني خالص، وقد بدأ منذ توقيع اتفاق وقف العدوان، المعمّد بدماء وتضحيات شعبنا ومقاومتنا.
واعتبرت أن الشعب الفلسطيني يؤكد بالتفافه العظيم حول المقاومة وتحدي الاحتلال، رفضه لكل مشاريع ترامب بالتهجير والاحتلال، وعزمه الراسخ على إفشالها.
وشددت حماس على أن “النصر المطلق” الذي بحث عنه نتنياهو وجيشه طيلة 471 يوماً أوهامٌ تحَطَّمت على أرض غزَّة العزَّة للأبد.
ونوهت حماس إلى التزام المقاومة بالقيم الإنسانية وأحكام القانون الدولي الإنساني في تعاملها مع الأسرى، والتي بذلت جهدًا كبيرًا للحفاظ على حياتهم رغم القصف الإسرائيلي ومحاولات نتنياهو استهدافهم وتصفيتهم.
من جهته، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن الأسري الثلاثة الذين أفرجت عنهم حماس في قطاع غزة، السبت، دخلوا الأراضي الإسرائيلية، في إطار عملية التبادل الخامسة ضمن اتفاق وقف إطلاق النار.
وأوضح الجيش في بيان “قبل فترة وجيزة عبر الرهائن العائدون أور ليفي وأوهاد بن عامي وإيلي شرابيي الحدود ودخلوا الأراضي الإسرائيلية” مؤكدا أنهم سيجتمعون بعائلاتهم في جنوب إسرائيل.
وتأتي هذه الخطوة كجزء من عمليات تبادل منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين الطرفين، والذي دخل حيز التنفيذ بعد حرب استمرت 15 شهرًا.
وفي سياق متصل، أوضح بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، وبعد ظهور المختطفين الثلاثة في حال هزيلة أن إسرائيل “لن تتجاهل المشاهد الصادمة التي رأيناها اليوم”.
وقبل ذلك، كان عشرات من مسلحي حركة حماس الملثمين قد انتشروا في منطقة دير البلح بغزة، حيث أقامت الحركة منصة رفعت عليها صور آليات عسكرية إسرائيلية مدمرة، بالإضافة إلى أعلام الحركة وصور عناصر لها قضوا في القتال.
كما ركنت شاحنات بيك آب بيضاء تابعة لحماس في المكان استعدادًا لعملية الإفراج، حسب وكالة فرانس برس.
وفي تل أبيب، تجمع مئات الأشخاص في “ساحة الرهائن” لمتابعة البث المباشر لعملية الإفراج، حيث نُصبت شاشة عملاقة تعرض العد التنازلي للأيام والساعات منذ الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر 2023، والذي أدى إلى اختطاف الرهائن واندلاع الحرب.
وأما رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، فتابع عملية التبادل من الولايات المتحدة، حيث يجري زيارة، وفق مكتبه.
من جانبها، أفادت أماني السراحنة، المتحدثة باسم نادي الأسير الفلسطيني، بأن من بين المعتقلين الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم 18 شخصًا يقضون أحكامًا بالسجن المؤبد، و54 شخصًا بأحكام طويلة، و111 شخصًا من غزة اعتقلوا بعد 7 أكتوبر 2023.
وينص اتفاق وقف إطلاق النار، الذي بدأ تطبيقه في 19 يناير، على الإفراج عن رهائن محتجزين في غزة مقابل معتقلين فلسطينيين، مع وقف العمليات القتالية.
ويتضمن الاتفاق ثلاث مراحل، تشمل الأولى الإفراج عن 33 رهينة مقابل 1900 معتقل فلسطيني.
وقد أسفرت عمليات التبادل الأربعة السابقة عن إطلاق سراح 18 رهينة و600 معتقل فلسطيني.
وأدت الحرب التي اندلعت بعد هجوم 7 أكتوبر إلى مقتل 1210 أشخاص على الجانب الإسرائيلي، وفقًا لإحصاءات رسمية. بينما قُتل في غزة أكثر من 47 ألف شهيد، معظمهم من النساء والأطفال، وفقًا لوزارة الصحة في غزة.