انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من محور نتساريم
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي انسحابه من محور نتساريم العسكري إلى الشرق من شارع صلاح الدين، متوجهاً نحو الحدود الشرقية لقطاع غزة. يأتي هذا الانسحاب كخسارة جديدة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي كان قد أكد في وقت سابق أن قواته لن تغادر محوري نتساريم وفيلادلفيا في قطاع غزة، قائلاً في لقاء مع عائلات الجنود القتلى في 20 أغسطس الماضي إنه “لن نغادر محوري فيلادلفيا ونتساريم في أي حال من الأحوال، رغم الضغوط الهائلة التي تتم علينا”.
كما اعتبر نتنياهو هذا القرار بمثابة “قاعدة استراتيجية عسكرية وسياسية على حد سواء”. وجاء هذا الانسحاب في إطار تنفيذ بنود المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، التي تضمن حرية حركة المواطنين على الطرقات في الاتجاهين.
حركة المركبات في قطاع غزة
وبحسب مصادر فلسطينية، فإن حركة المركبات على شارع صلاح الدين ستقتصر اليوم الأحد على الاتجاه الواحد من الجنوب للشمال صباحاً، وبعد الساعة الواحدة بعد الظهر سيسمح بحركة المركبات ذهاباً وإياباً. أما بالنسبة لشارع الرشيد، فسيتم منع حركة المركبات ذهاباً وإياباً، ويقتصر المرور فقط على المشاة.
من جانبها، أكدت وزارة الداخلية في غزة أن آلية التنقل عبر شارعي صلاح الدين والرشيد تظل كما هي دون أي تغيير. وأوضحت الوزارة في بيان لها أن المركبات تخضع للفحص والتفتيش قبل السماح لها بالمرور عبر شارع صلاح الدين، في حين لا يزال شارع الرشيد مخصصاً لحركة المشاة فقط.
تعليقات على الانسحاب
وفي وقت سابق، أطلق جيش الاحتلال صواريخ تحذيرية مرتين تجاه سيارات حاولت الوصول إلى غزة عبر شارع الرشيد.
من جهتها، علقت حركة حماس على هذا الانسحاب من محور نتساريم، حيث قال الناطق باسم الحركة، الدكتور عبد اللطيف القانوع، إن الانسحاب الكامل لقوات الاحتلال من هذا المحور يمثل “استكمالًا لفشل أهداف حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني”. وأضاف القانوع أن “عودة النازحين واستمرار عمليات تبادل الأسرى والانسحاب من محور نتساريم دحض كذبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووهمه بتحقيق النصر الكامل على الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة”.
وأشار إلى أن محاولات الاحتلال بسط السيطرة العسكرية على قطاع غزة وتقسيمه قد باءت بالفشل أمام صمود المقاومة الفلسطينية. وأضاف القانوع: “ما لم يحققه الاحتلال على مدار 15 شهرًا من التجويع والإبادة البشرية والتدمير الممنهج لن يحققه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالعقار والسمسرة والصفقات”.
وشدد الناطق باسم حماس على أن “غزة ستبقى أرضًا محررة بسواعد أهلها ومجاهديها ومحرمة على الغزاة المحتلين ومن أي قوة خارجية”.
الوضع في شمال قطاع غزة
من الجدير بالذكر أن شركات أمنية أمريكية خاصة تشرف على الفحص الأمني للعائدين عبر محور نتساريم لمنع تسلل الأسلحة إلى شمال غزة. وتعد منطقة شمال القطاع من أكثر المناطق تضرراً خلال الحرب الإسرائيلية التي اندلعت في السابع من أكتوبر 2023، حيث بلغت نسبة الدمار نحو 80% وفق تقديرات الأمم المتحدة. كما بلغ حجم الركام نحو 42 مليون طن، في حين قدرت الأمم المتحدة أن الحرب قضت على 60 عامًا من التنمية في القطاع المحاصر.
التحديات التي يواجهها الاحتلال الإسرائيلي
ويأتي الانسحاب الإسرائيلي من محور نتساريم في وقت حساس، حيث تواجه قوات الاحتلال تحديات كبيرة في تحقيق أهدافها العسكرية في قطاع غزة، بينما تواصل المقاومة الفلسطينية تصديها للاحتلال.