تصريحات مجد جدعان حول النظام السوري واغتيال الحريري
لا تزال خفايا النظام السوري تحت قيادة بشار الأسد تتكشف تدريجيًا، حيث تواصل الشخصيات المقربة من النظام السابق والإعلاميين والمفكرين إلقاء الضوء على العديد من الملفات السياسية الحساسة. في أحدث التصريحات التي جلبت انتباه الإعلام، تحدثت مجد جدعان، شقيقة منال الأسد زوجة ماهر الأسد، عن تفاصيل مثيرة تتعلق بنظام بشار الأسد، ورأت أن حزب الله وعائلة الأسد كانوا وراء اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري.
تصريحات مجد جدعان
في لقاء لها مع قناة “العربية”، ذكرت مجد جدعان قناعتها التامة بأن “حزب الله وعائلة الأسد كانوا وراء اغتيال رفيق الحريري”. وأضافت أنه قبيل الاغتيال بثلاثة أشهر، سعى البعض للترتيب لمقابلة بين الحريري وماهر وبشار الأسد، ولكن رد ماهر الأسد على هذا الطلب كان: “مينو هاد حتى قابله؟”. واعتبرت أن حادثة اغتيال الحريري كانت منعطفًا خطيرًا داخل سوريا، حيث تروج أكاذيب من النظام حول مَن كان وراء هذه الجريمة التي هزّت لبنان والمنطقة.
القصة الشخصية لمجد جدعان
مجد جدعان تنحدر من عائلة معارضة للنظام السوري. والدها توفيق جدعان كان من معارضي سلطة حافظ الأسد في الثمانينيات، وهي شقيقة منال التي تزوجت من ماهر الأسد في 2003. على الرغم من انتمائها إلى البورجوازية السنية السورية، انخرطت مجد في دائرة النظام عبر أختها منال، وهي زوجة ماهر الأسد. ومع ذلك، فقد انتهت العلاقة بين مجد والنظام إلى العداء، خاصة بعد بداية النزاع في سوريا عام 2011.
مجد، التي كانت تدرس هندسة الديكور في لندن، نقلت تجربتها السياسية وشهادتها عن الوقائع التي عايشتها داخل العائلة الحاكمة. وتروي كيف أن علاقتها مع بشار الأسد توترت بشكل غير متوقع في يوم زواج أختها منال، عندما نشب شجار بينهما، وصل إلى حد أن الرئيس السوري قام بإشهار سكين في وجهها، قبل أن تأخذ زوجته أسماء السكين بهدوء وتضعها على الطاولة.
مغادرتها سوريا وتوجهها إلى المعارضة
تدهورت العلاقات مع عائلة الأسد على مدار السنوات، فبعد اندلاع الثورة السورية في 2011، قررت مجد مغادرة سوريا إلى الولايات المتحدة عام 2008. وفي السنوات الأخيرة، استقرت مجد في الأردن حيث أصبحت ناشطة في صفوف المعارضة السورية، مؤكدة أن “سوريا لا يمكن إعادة بنائها مع الأسد”، مضيفة: “كثير من القتل، كثير من المجازر”. وقد تابعت مجد تطورات الوضع السوري عن كثب، معربة عن ثقتها في فوز حركة المقاومة على النظام، معتبرةً أن عائلة الأسد قد فقدت شرعيتها في قيادة البلاد.
دور مجد في دعم المعارضة السورية
مجد جدعان ليست فقط جزءًا من القصة العائلية التي تتداخل مع نظام الأسد، بل هي أيضًا صوت معارض شرس لسياسات النظام. خلال الفترة الماضية، قامت بنشاط ملحوظ في صفوف المعارضة، وعبرت عن دعمها القوي للثوار السوريين. في ديسمبر 2024، وقبل الإعلان عن سقوط نظام الأسد، ظهرت مجد في فيديو تهنئ فيه المعارضة على سيطرتها على المدن التي كانت تحت سيطرة النظام، معبرة عن أملها في رؤية سوريا خالية من حكم عائلة الأسد.