كشف جهاز المخابرات العامة عن أكبر مصنع لمخدر الكبتاجون أقامته (الدعم السريع) في محيط مصفاة الجيلي أقصى شمالي الخرطوم بحري خلال وجودها في المنطقة.
حيث تم العثور على كميات ضخمة من مخدر الكبتاجون بالمخازن يجري تحريزها الآن.
وفي مصر، وفي مطلع عام 2023 أعلنت وزارة الداخلية المصرية عن ضبط أكثر من 800 ألف قرص كبتاغون تم تصنيعها في القاهرة، وضبطت قبل أن ترد إلى سلاسل التوزيع الأولية، ومنها إلى المتعاطين.
وفي السودان ضبطت السلطات مليوني حبة كبتاغون في أغسطس/آب من العام نفسه كانت في طريقها للتوزيع على محليتي شندي وعطبرة.
ولو قررت أن تبحث قليلا عن اسم الكبتاغون عبر أي محرك بحث لوجدت أن “أبو هلالين” (هكذا يطلق عليه ضمن أسماء عدة) وصل إلى كل الدول العربية تقريبًا، ولكنه بشكل خاص تركز في دول الخليج العربي.
وفي تقرير مكتب الأمم المتحدة المعنى بالمخدرات والجريمة لعام 2023، جاء أن سوق الكبتاغون آخذ في التوسع عامًا بعد عام، ويكفيك أن تعرف أن أكثر من مليار حبة من مخدر الكبتاغون ضُبطت في الجزيرة العربية فقط بين عامي 2019 و2022، وهو ما يكفي لتغطية نحو ستة ملاعب كرة قدم.
لا شك في أن ذلك يدفع إلى التأمل، عبر النظر في معطَيين رئيسيين، أولهما يتعلق بالكثافة، حيث إننا لا نتحدث عن شحنة واحدة تُضبط كل عام، بل عشرات من الشحنات تمثل في مجملها أقل بكثير من تلك التي وصلت إلى المستهلكين.
وثانيها يتعلق بطبيعة المخدر نفسه، فقد كان العالم العربي عادة منطقة للتجارة غير المشروعة للمواد الأفيونية ومستخرجات القنب (مثل الحشيش والماريجوانا أو البانجو)، أما الكبتاغون فهو ضيف جديد جاء ليحتل الصدارة، واجتمعت فيه عدة خصائص جعلته أخطر مخدر يصل إلى العالم العربي على الإطلاق بحسب وصف عدد من المراقبين.
وعلى وقع التقدم الملحوظ الذي حققه الجيش السوداني خلال الأسابيع القليلة الماضية، لاسيما في العاصمة الخرطوم، بدأ انسحاب المئات من مقاتلي الدعم السريع نحو دارفور.
وفيما توقع عدد من المحللين أن ينتقل القتال إلى دارفور إذا استمر تراجع قوات الدعم السريع في العاصمة، ما يزيد من خطر وقوع المزيد من أعمال العنف التي تستهدف السكان في تلك المنطقة.
من جهته، رأى كاميرون هدسون، المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأميركية، والذي بات يعمل الآن في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن: “أن خطوط إمداد قوات الدعم السريع أضحت ضعيفة بعد عامين من الحرب”.
وقال” إنهم يعانون من عمليات فرار من الخدمة، فيما أصبح الجيش للمرة الأولى بكامل قوته”، وفق ما نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال”.
بالتزامن مع تقدم الجيش، بدا لافتا لبعض المراقبين عدم ظهور قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، الملقب بـ”حميدتي”، علنًا منذ أشهر، ما أثار تكهنات حول مكان وجوده.
لاسيما أن غيابه أدى إلى إحباط معنويات مقاتليه الذين انسحب المئات منهم من العاصمة باتجاه منازلهم في دارفور، وفقاً لمسؤولين ونشطاء سودانيين.في حين يتولى قيادة الدعم السريع، نائب حميدتي وشقيقه الأكبر عبد الرحيم حمدان دقلو.
وفي السياق، قال مقاتل سابق بالدعم السريع يعيش حالياً في المنفى بأوغندا لصحيفة: “يشعر معظم مقاتلي قوات الدعم السريع أن حميدتي تخلى عنهم”.أتى ذلك، بعدما أعلن الجيش، أمس السبت، أنه استعاد “منطقة أبوقوتة ومناطق بشرق النيل وكافوري”.
بينما اعتبر متحدث باسم الدعم السريع، أن التقارير عن انتصارات الجيش مبالغ فيها. وأضاف أن قوات الدعم السريع لا تزال تسيطر على معظم أنحاء العاصمة الخرطوم.
وكان الجيش حقق مؤخرا مكاسب كبيرة، وتقدم من أجل السيطرة على القصر الجمهوري، ما عكس مسار الحرب التي خلفت عشرات الآلاف من القتلى، وأكثر من 12 مليون نازح منذ اندلاعها في نيسان/أبريل 2023.
ففي يناير الماضي، استعاد مدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة، وسط البلاد، قبل أن يتقدم في العاصمة الخرطوم.
ثم سيطر قبل أكثر من أسبوعين على مقر القيادة العامة في الخرطوم التي استولى عليها الدعم السريع منذ أغسطس 2023.
وقبلها، فك الحصار عن مصفاة الجيلي النفطية في شمال الخرطوم، وهي الأكبر من نوعها في البلاد.علما أنه في بداية الحرب التي تفجرت في أبريل 2023، سيطرت قوات الدعم على جزء كبير من الخرطوم متقدّمة نحو الجنوب واستولت على ولاية الجزيرة.