تطورات تثير تساؤلات حول مستقبل السودان
شهدت العاصمة الكينية نيروبي يوم الثلاثاء انطلاق أعمال “تحالف السودان التأسيسي”، وهو تحالف جديد يضم طيفاً واسعاً من القوى السياسية والعسكرية السودانية المعارضة للجيش السوداني، على رأسهم عبد الرحيم دقلو قائد ثاني قوات الدعم السريع، وعبد العزيز الحلو رئيس الحركة الشعبية، واللواء فضل الله برمه ناصر رئيس حزب الأمة القومي.
كما حضر تحالف السودان التأسيسي قيادات الحركات المسلحة المنضوية تحت الجبهة الثورية، وشخصيات أخرى مثل عضو مجلس السيادة السابق محمد حسن التعايشي.
حضور رفيع المستوى
وشارك في الجلسة الافتتاحية للتحالف شخصيات بارزة، من بينها عبد الرحيم دقلو قائد ثاني قوات الدعم السريع، وعبد العزيز الحلو رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال، واللواء فضل الله برمه ناصر رئيس حزب الأمة القومي، إلى جانب قيادات الحركات المسلحة المنضوية تحت الجبهة الثورية، وشخصيات أخرى مثل عضو مجلس السيادة السابق محمد حسن التعايشي.
تأجيل التوقيع على الميثاق
كشف اللواء فضل الله برمه ناصر عن تأجيل التوقيع على ميثاق التحالف التأسيسي إلى يوم 21 فبراير، وذلك استجابة لرغبة عبد العزيز الحلو في انتظار وصول قيادات من حركته. وأوضح أن المؤتمر يهدف إلى التشاور والتفاكر من أجل وقف الحرب، والحفاظ على وحدة السودان أرضاً وشعباً، وبناء سودان جديد يضمن الحرية والمساواة.
وأثارت مشاركة اللواء فضل الله برمه ناصر في الإعداد للميثاق السياسي للتحالف ردود فعل واسعة، حيث أعلن الأمين العام لحزب الأمة القومي، الدكتور الواثق البرير، أن الحزب غير معني بالتوقيع على الميثاق.
رؤية جديدة للسودان
من جهته، أكد عبد العزيز الحلو أن هذه الفعالية تهدف إلى بناء دستور جديد للسودان على أسس جديدة، معتبراً إياها محطة مهمة في البحث عن السلام الدائم. وشدد رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال على ضرورة إيجاد حل جذري للمشاكل والحروب، مؤكداً أن هذه الفعالية سودانية خالصة بدون وسطاء، تهدف إلى بناء جبهة مدنية عريضة لتحقيق التحول الديمقراطي.
صراع بين المركز والهامش
أوضح الحلو أن جوهر الصراع الجاري في السودان هو صراع بين المركز والهامش حول السلطة والثروة، ودعا إلى تجريد الدولة من آلية العنف، وعدم استخدام الدين والقبيلة والعرق في السياسة.
وأكد رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال على ضرورة التوصل إلى عقد اجتماعي جديد يشكل الأساس الدستوري للسودان، مشدداً على تحطيم الحواجز التي بناها المركز منذ الاستقلال، وبناء دولة جديدة تعترف بالتعدد بمختلف أنواعه.
اتهامات لمجلس السيادة السوداني
اتهم الحلو السلطة الحاكمة بمحاولة تقسيم السودان عبر مشاريع مثل مثلث حمدي ودولة النهر والبحر، مشيراً إلى التمييز في التعليم وتبديل العملة وتطبيق قانون “الوجوه الغريبة”.
حكومة مؤقتة
من جانبه، قال إبراهيم الميرغني المتحدث باسم اللجنة التحضيرية للمؤتمر إن المشاركين يسعون لاستعادة شرعية الدولة، متهماً الجيش بارتكاب انتهاكات واسعة خلال الحرب. وأوضح أنهم أعدوا ميثاقاً سياسياً تأسيسياً ومسودة دستور مؤقت، سيتم بموجبها إعلان حكومة مؤقتة متوافق عليها من داخل السودان.
وأعلنت اللجنة المنظمة للفعالية أنها ستقدم جدول أعمال المؤتمر لمدة ثلاثة أيام للمشاركين.
تحديات كبيرة
يشهد السودان تطورات متسارعة، حيث أعلن عن تشكيل “تحالف السودان التأسيسي” الذي يضم قوى سياسية وعسكرية بارزة، بالتزامن مع الحديث عن تشكيل حكومة موازية. هذه التطورات تثير تساؤلات حول مستقبل السودان، ومخاطر الانزلاق نحو التقسيم.
ويضم التحالف طيفاً واسعاً من القوى السياسية والعسكرية، التي قد تتباين رؤاها وأهدافها، مما يجعل التوافق على رؤية موحدة أمراً صعباً.
- الخلافات العميقة بين الأطراف: لا تزال الخلافات العميقة قائمة بين الأطراف السودانية، بما في ذلك الخلافات حول قضايا حساسة مثل العلمانية وتقرير المصير، مما يزيد من صعوبة تحقيق السلام والاستقرار.
- استمرار الحرب: ولا تزال الحرب مستمرة في السودان، مما يعيق جهود التوصل إلى حل سياسي، ويخلق حالة من الفوضى وعدم الاستقرار.
- حكومة موازية: يثير الحديث عن تشكيل حكومة موازية مخاوف من أن يؤدي ذلك إلى تعميق الانقسام في السودان، ويفتح الباب أمام التقسيم.
فبدلاً من أن تكون هذه الحكومة أداة للوحدة والتكامل، قد تتحول إلى أداة لتعزيز الانقسام، وتقويض جهود بناء الدولة السودانية الموحدة.