صياغة html شهد التعاون السيبراني بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وحزب الله اللبناني توسعًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، مما أثار مخاوف دولية بشأن تأثيرات هذا التعاون على الأمن السيبراني العالمي. في إطار هذه الشراكة، يتم تبادل المعرفة التكنولوجية والمعدات الإلكترونية، مما يساهم في تعزيز القدرات السيبرانية لحزب الله. وقد تكشفت تفاصيل هذا التعاون في تقرير نشره موقع “خبر أونلاين” حول مذكرة من “سجاد عابدي” تتناول التعاون في الفضاء الإلكتروني بين الطرفين.
الاتفاق السيبراني: التحالف الرقمي بين طهران وبيروت
وفقًا للموقع، يتضمن الاتفاق السيبراني بين إيران وحزب الله تبادل البنية التحتية الإلكترونية المتطورة، حيث يشارك ممثلون لبنانيون هذه البنية مع حلفائهم في طهران. ومنذ الهجوم الذي استهدف المنشآت النووية الإيرانية باستخدام البرمجيات الخبيثة “ستوكسنت” في عام 2010، شرعت إيران في تعزيز قدراتها السيبرانية، ليصبح حزب الله جزءًا أساسيًا في استراتيجيتها الدفاعية والهجومية.
الهجمات الإلكترونية الكبرى: استهداف شركات الاتصالات والإنترنت
في يناير 2021، شنّت وحدة حزب الله الإلكترونية، المعروفة باسم “Cedar APT”، سلسلة من الهجمات الإلكترونية استهدفت شركات الاتصالات ومقدمي خدمات الإنترنت في دول مثل الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، إسرائيل، مصر، السعودية، الإمارات، الأردن وفلسطين.
وقد كانت هذه الهجمات تهدف إلى جمع معلومات حساسة والوصول إلى الشبكات الداخلية لبعض الشركات الرئيسية. وقد أفادت التقارير أن القراصنة التابعين لحزب الله تمكنوا من اختراق شبكات الاتصالات في الولايات المتحدة وسرقة بيانات حيوية.
تعزيز القدرات السيبرانية الإيرانية
بعد الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية، رفعت الحكومة الإيرانية ميزانية الأمن السيبراني بنسبة 1200% خلال عامين، في محاولة لتعزيز قدراتها الهجومية والدفاعية. تعتبر هذه الاستثمارات جزءًا من استراتيجية إيران الأوسع لمواجهة النفوذ الأمربكي والإسرائيلي في المنطقة، من خلال تعزيز العمليات السيبرانية وتوسيع شبكة الوكلاء الإلكترونيين في الشرق الأوسط.
الهجوم على المستشفى الإسرائيلي: تصعيد جديد
في نوفمبر 2023، شنّت إيران وحزب الله هجومًا إلكترونيًا استهدف المركز الطبي “زيف” في مدينة صفد الإسرائيلية. الهجوم نجح في اختراق أنظمة المعلومات في المستشفى وسرقة بيانات المرضى، ويُعتبر جزءًا من الاستراتيجية الإيرانية الأوسع لزعزعة استقرار البنية التحتية المدنية في إسرائيل.
التهديدات والتصعيد: اختراقات وصراعات سيبرانية
وفي خطوة تصعيدية أخرى، كشفت التقارير في ديسمبر 2024 عن عملية موساد إسرائيلية ضد حزب الله، حيث نجح الموساد في التسلل إلى سلسلة توريد معدات الاتصالات الخاصة بالحزب، وزرع متفجرات في أجهزة الاتصال اللاسلكية. كانت هذه العملية جزءًا من استراتيجية إسرائيل لمواجهة التوسع السيبراني الإيراني في المنطقة، وإضعاف قدرات حزب الله التواصلية.
التحديات القانونية: غياب التشريعات الدولية
على الرغم من التصاعد المستمر في التعاون السيبراني بين إيران وحزب الله، لا تزال التحديات القانونية قائمة، حيث يفتقر المجتمع الدولي إلى قوانين محددة لمعالجة الهجمات السيبرانية. هذا الغموض القانوني يعقّد من قدرة الحكومات على تحديد المسؤولية، مما يترك ثغرات في التعامل مع الهجمات الإلكترونية والتأثيرات المترتبة عليها.
توجهات المستقبل: تصعيد مستمر للحرب السيبرانية
يستمر التعاون السيبراني بين إيران وحزب الله في النمو، مما يضع دولًا عديدة في حالة تأهب. تهديدات الهجمات الإلكترونية الموجهة ضد البنية التحتية الحيوية في منطقة الشرق الأوسط، بالإضافة إلى استهداف الأنظمة التجارية والإدارية في دول الغرب، أصبحت تشكل أحد أكبر القضايا الأمنية في العالم.
تتسارع الحرب السيبرانية على المستوى الدولي، ويبدو أن طهران وحزب الله سيواصلان تعزيز تحالفهما الرقمي في المستقبل القريب، مما يزيد من تعقيد مشهد الأمن السيبراني العالمي.