تطور لافت: العقيد عبدل صمريز بشاري – أبو قتادة الألباني
في تطور لافت، تبرز شخصية العقيد عبدل صمريز بشاري، الملقب بـ “أبو قتادة الألباني”، أحد المستشارين البارزين في سلطة أحمد الشرع وقيادي بارز في الجيش السوري الجديد، لشؤون البلقان وأوروبا.
ويعد أبو قتادة الألباني أحد القيادات البارزة في هيئة تحرير الشام، وهو عضو مهم في الجناح العسكري لهذه الهيئة منذ أكثر من 8 سنوات، عبر تزعمه جماعة “خيماتي ألبان”، وهي جماعة مسلحة إسلامية ألبانية متحالفة مع هيئة تحرير الشام.
كما تشير التقديرات إلى أن أبو قتادة الألباني لديه اتصالات وثيقة الصلة بالحكومة الأوكرانية الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وتركيا. وذكرت تقارير إعلامية عدة أن أحداث العمليات الإرهابية التي شهدتها واشنطن خلال احتفالات رأس السنة 2025، بما في ذلك الهجوم الذي استهدف فندق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كانت بخطط من الألباني.
نشأة أبو قتادة الألباني ودوره العسكري
أبو قتادة الألباني وُلد في 25 سبتمبر 1976 في سكوبجي، عاصمة شمال مقدونيا. بدأ مسيرته العسكرية في جماعة “خيماتي ألبان” التي تكونت من مقاتلين ألبان من كوسوفو ومقدونيا وألبانيا، وارتبطت هذه الجماعة بشكل وثيق بالوحدات الجهادية في سوريا منذ بداية النزاع في عام 2012. كانت الجماعة تعمل تحت لواء جبهة النصرة في البداية، ثم تحولت إلى هيئة تحرير الشام بعد تحول جبهة النصرة إلى الكيان الأخير.
الترقية في الجيش السوري الجديد
بعد سقوط نظام الأسد وظهور الحكومة السورية الانتقالية، تمت ترقية أبو قتادة الألباني إلى رتبة عقيد في الجيش السوري الجديد، الذي أصبح تابعًا لسلطة أحمد الشرع، زعيم هيئة تحرير الشام. في هذا السياق، أصدر أحمد الشرع قرارًا يقضي بتعيين أبو قتادة الألباني في هذا المنصب القيادي ضمن الهيئة العسكرية المتنامية في شمال غرب سوريا. علاوة على ذلك، عمل أبو قتادة الألباني مستشارًا عسكريًا مقربًا من أحمد الشرع أو أبي محمد الجولاني، قائد هيئة تحرير الشام.
خيماتي ألبان وجماعتها المسلحة
تأسست جماعة “خيماتي ألبان” في 2012 كمجموعة مسلحة تضم مقاتلين من كوسوفو ومقدونيا وألبانيا وصربيا، وهي جزء من الشبكة الجهادية العاملة في سوريا. كانت الجماعة متحالفة مع جبهة النصرة، ثم انتقلت للقتال تحت لواء هيئة تحرير الشام بعد تغيير جبهة النصرة مسماها وأجندتها.
حارب عناصر “خيماتي ألبان” في محافظات إدلب وحلب واللاذقية، وشاركوا في المعارك الهجومية، كما أنشأوا معسكرات تدريب لتدريب المسلحين في مناطق النزاع. في عام 2020، أصدرت الجماعة بيانًا أعلنت فيه دعمها الكامل لسياسات هيئة تحرير الشام.
الوجود العسكري والتكتيكي
تتراوح قوة جماعة “خيماتي ألبان” بين 60 و100 مقاتل، وهم منظمون في عدة وحدات مختصة مثل القناصة، المشاة، وحدات تسلل، مقاتلات قنابل، ومدفعية، بالإضافة إلى وحدات تدريب تكتيكي ألبانية. وقد برزت هذه الجماعة في المعارك الهجومية خلال الأعوام الماضية، حيث كانت تشارك بشكل فاعل في الدفاع عن النقاط الاستراتيجية مثل تلال كبينة في حماة.
العلاقات الدولية واتهامات الإرهاب
لقد شكلت وزارة الخزانة الأمريكية “أبو قتادة الألباني” ضمن قائمة الإرهابيين في 2016، بسبب تورطه في العمليات العسكرية للجماعات الجهادية مثل جبهة النصرة وهيئة تحرير الشام في شمال سوريا. كما كان له دور كبير في تقوية هيئة تحرير الشام وتحسين استراتيجياتها العسكرية.
ويعد أبو قتادة الألباني من أبرز المستشارين العسكريين للقيادة العليا في هيئة تحرير الشام، حيث يواصل تأثيره في تنسيق العمليات العسكرية. كما كان عضوًا في لجنة المصالحة مع حرّاس الدين في الأعوام 2019 و2020، وهي اللجنة المسؤولة عن التفاوض بين الفصائل المتطرفة في شمال غرب سوريا.
التأثير في المنطقة وتوقعات المستقبل
يعتبر أبو قتادة الألباني أحد أبرز الشخصيات المتشددة في شمال سوريا، وله تأثير كبير في مجريات الأمور العسكرية والأمنية في المنطقة. وبينما يبقى وضعه الحالي في سوريا محط اهتمام من العديد من الأطراف، يتوقع أن تزداد الضغوطات عليه وعلى الجماعات المسلحة التي يقودها مع استمرار الحرب في سوريا والتدخلات الدولية في المنطقة.
في الختام، يبقى أبو قتادة الألباني شخصية محورية في مسار الصراع السوري، ويحظى بتقدير كبير داخل هيئة تحرير الشام، حيث يُعد أحد أعمدة القيادة العسكرية الهامة في شمال سوريا، وسط بيئة مليئة بالتحالفات المتغيرة والعمليات العسكرية المعقدة.