بيان مشترك بين جمهورية مصر العربية وجمهورية السودان
خرج بيان مشترك بين جمهورية مصر العربية وجمهورية السودان يعكس تمسكهما بوحدة وسيادة السودان، وينبذ أي تدخل خارجي في الشأن السوداني، رداً على إعلان عدة جماعات سودانية مسلحة، من بينها قوات الدعم السريع والحركة الشعبية-شمال وحزب الأمة القومي، عن تشكيل ميثاق سياسي يهدف إلى إنشاء حكومة موازية في السودان.
أجواء الاجتماعات السياسية بين مصر والسودان
انعقدت في 23 فبراير 2025 اجتماعات آلية التشاور السياسي بين وزارتي خارجية جمهورية مصر العربية وجمهورية السودان في العاصمة المصرية القاهرة، حيث ترأس اللقاء كل من وزيري الخارجية المصري سامح شكري والسوداني علي الصادق. استعرض الجانبان مختلف مجالات العلاقات الثنائية، مع التأكيد على تعزيز التعاون بين البلدين في العديد من القطاعات، خاصة الاقتصادية والتنموية.
أشاد الجانبان بالملتقى الأول لرجال الأعمال المصري السوداني الذي انعقد في نوفمبر 2024، مؤكدين على ضرورة تعزيز التعاون الاقتصادي وتوسيع فرص التبادل التجاري، فضلاً عن الشراكات في إعادة إعمار السودان بعد سنوات من الحرب والدمار.
رفض التدخلات الخارجية وضرورة الحل السوداني الداخلي
وركز الجانبان على قضية السودان الداخلية، حيث أكدا على ضرورة الحفاظ على وحدة وسيادة السودان واحترام استقلاله، مرفوضين أي تدخلات خارجية تحت أي ذريعة. واعتبرت الاجتماعات أن الحل للأزمة السودانية هو حق أصيل للشعب السوداني نفسه، دون فرض أي إملاءات من أي طرف خارجي.
وقد أبدى الوزير السوداني تقديره للجهود المصرية الداعمة للسودان، سواء في ما يتعلق بتوفير المساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين من الحرب، أو من خلال استضافة مصر للاجئين السودانيين وتقديم الرعاية اللازمة لهم.
التنسيق في مجال المساعدات الإنسانية والتعاون الإقليمي
تم التأكيد على الدور المصري الفاعل في تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى السودان، حيث أعرب الجانب المصري عن تقديره للخطوات التي اتخذتها الحكومة السودانية في تسهيل الوصول إلى المستودعات الإنسانية وفتح المعابر الحدودية، بالتنسيق مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية.
كما جدد الجانب المصري التزامه بدعم عملية إعادة الإعمار في السودان، ودعمه الكامل لحشد الدعم الإقليمي والدولي للمساهمة في إعادة بناء قطاعات الدولة السودانية. وفي هذا الإطار، تم الاتفاق على تشكيل فريق مشترك من البلدين لدراسة التجارب الدولية في هذا المجال.
التعاون الأمني في مجالات المياه والبحر الأحمر
تطرقت الاجتماعات إلى موضوع الأمن المائي بين البلدين، حيث شدد الجانبان على ضرورة الحفاظ على الحقوق المائية المشتركة، متفقين على أن الأمن المائي المصري والسوداني لا يتجزأ، داعين إلى الامتناع عن أي تحركات أحادية قد تضر بمصالح البلدين في هذا المجال.
كما ناقش الجانبان تعزيز التنسيق الأمني فيما يتعلق بالبحر الأحمر، مؤكدين على أهمية الحفاظ على حرية الملاحة في هذا الممر المائي الحيوي، والتنسيق مع الدول المشاطئة لتأمينه.
القضايا الإقليمية: فلسطين وسوريا ولبنان
على صعيد القضايا الإقليمية، اتفق الجانبان على رفض أي محاولات لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، مشددين على ضرورة الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني. كما بحثا تطورات الأوضاع في سوريا ولبنان، حيث أكدا على دعم وحدة سوريا وسيادتها، وأعربا عن دعم استقرار لبنان عقب انتخاب الرئيس جوزف عون وتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة.