تصريحات نتنياهو حول جبل الشيخ والمنطقة العازلة
أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن القوات الإسرائيلية ستبقى في جبل الشيخ السوري والمنطقة العازلة في مرتفعات الجولان “لفترة زمنية غير محدودة”. جاء ذلك في تصريحات له خلال دورة تخريج ضباط في الجيش الإسرائيلي، حيث أشار إلى أن إسرائيل لن تسمح لقوات هيئة تحرير الشام أو الجيش السوري الجديد بالتقدم إلى الأراضي الواقعة جنوب دمشق، وهو ما يعكس استمرار التصعيد العسكري الإسرائيلي في المنطقة.
وأضاف نتنياهو أنه لا يمكن قبول تهديدات ضد الدروز في جنوب سوريا، مشدداً على ضرورة نزع السلاح الكامل في مناطق القنيطرة ودرعا والسويداء، وهي المناطق التي تسيطر عليها القوات السورية. ووفقاً لموقع “تايمز أوف إسرائيل”، تأتي هذه التصريحات في وقت تواصل فيه إسرائيل توغلاتها العسكرية في الأراضي السورية، وخاصة في المناطق المجاورة للحدود مع الجولان السوري المحتل.
توغل عسكري مستمر
منذ أكثر من شهر، تواصل إسرائيل عمليات التوغل في الأراضي السورية، حيث قامت بنصب قواعد عسكرية ومراكز مراقبة في عدد من المناطق السورية. وقد تركزت هذه التوغلات في محافظتي القنيطرة ودرعا، حيث دخل الجنود الإسرائيليون عشرات البلدات قبل الانسحاب منها. وكشفت صور أقمار صناعية مؤخراً عن تعزيزات عسكرية إسرائيلية في المنطقة، حيث تم إنشاء قاعدتين عسكريتين دائمين في القنيطرة، بالإضافة إلى موقع آخر تم تمهيده لإنشاء قاعدة ثالثة.
تأتي هذه التحركات العسكرية في وقت حساس، خاصة مع الحديث عن توغلات إضافية للقوات الإسرائيلية في المنطقة العازلة داخل سوريا، بالقرب من الحدود مع الجولان السوري المحتل. ووفقاً للصور الملتقطة من الأقمار الصناعية، يظهر أن الجيش الإسرائيلي قد قام بإنشاء شبكة من الطرق الترابية التي تقود إلى مرتفعات الجولان، مما يعزز من وجوده العسكري في تلك المنطقة.
“الاحتلال الدائم” ومخاوف سورية
وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أكد في وقت سابق أن القوات الإسرائيلية ستظل في المنطقة العازلة حتى تحصل إسرائيل على ضمانات أمنية تضمن عدم حدوث تهديدات على حدودها. لكن العديد من السوريين في المنطقة يعربون عن مخاوفهم من أن هذا التوغل قد يكون خطوة نحو “احتلال دائم”، خاصة مع توسيع القواعد العسكرية الإسرائيلية وتثبيت وجودها في المنطقة.
ومنذ سقوط الأسد في ديسمبر الماضي، أعلنت إسرائيل عن نشر أكثر من 10 مواقع عسكرية في المنطقة العازلة ضمن الجولان السوري المحتل، وهو ما يشير إلى تحول في الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية تجاه الحدود الشمالية.
الردود الدولية: انتقادات ألمانية
في وقت يتصاعد فيه التوتر في الجولان، عبرت وزيرة ألمانية عن انتقادها للاحتلال الإسرائيلي للجولان، معتبرة أن هذا التصرف يمثل انتهاكًا للقانون الدولي. هذه التصريحات تأتي في وقت حساس بالنسبة للعلاقات الدولية والإقليمية، حيث تظل قضية الجولان محورًا رئيسيًا في الصراع العربي الإسرائيلي، وموضوعًا محل نقاش في محافل دبلوماسية عديدة.