في اليوم الحادي عشر على دخوله مستشفى جيميلي، صدر تحديث عن دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي أشار إلى أن ليلة 23-24 شباط (فبراير) “مرت بشكل جيد” على البابا فرنسيس، بحسب الموقع الإلكتروني للفاتيكان باللغة العربية.
وكان البابا قد أدخل المستشفى للعلاج من التهاب في كلتا الرئتين، علماً أنه خسر جزءاً من إحداهما بسبب التهاب تنفسي خلال شبابه.
وفي صباح 24 شباط، واصل البابا تلقي العلاجات “وحالته المعنوية جيدة”. مع ذلك، أفادت دار الصحافة أن “حالة قداسة البابا لا تزال حرجة”. ويعاني البابا فرنسيس أيضاً من قصور كلوي طفيف.
ولد البابا فرنسيس، واسمه الأساسي خورخي ماريو بيرغوليو، في الأرجنتين يوم 17 كانون الأول (ديسمبر) سنة 1936.
يعد فرنسيس أول بابا متحدر من الرهبنة اليسوعية، ومن القارة الأميركية (والداه مهاجران من إيطاليا). اختار بيرغوليو اسمه البابوي تيمناً باسم القديس فرنسيس الأسيزي (1181 – 1226) الذي اشتهر بحبه للفقراء والمهمشين والطبيعة.
تم انتخاب بيرغوليو البابا الـ 266 للكنيسة الكاثوليكية في 13 آذار (مارس) 2013 بعد استقالة سلفه البابا بنديكتوس السادس عشر (1927-2022) قبل نحو شهر من ذلك.
وصول بيرغوليو إلى السدة البابوية كان مفاجئاً إلى حد ما. في حديث إلى صحيفة “شيكاغو تريبيون” سنة 2013، قال الكاردينال فرنسيس جورج إنه لم يتوقع أن يتم انتخاب البابا فرنسيس؛ “ليس بهذه السرعة، ولا حتى بطريقة تَطور الخيارات المتاحة أمامنا”.
وكان كرادلة كثر قد أعلنوا أنهم لن ينتخبوا كاردينالاً يتخطى عمره السبعين عاماً. بلغ عمر الكاردينال بيرغوليو حينها 76 عاماً.
أصدر البابا سنة 2015 وثيقة “لاوداتو سي” أو “كن مسبِّحاً” شدد فيها على حماية البيئة ومواجهة التحديات الناجمة عن التغير المناخي.
وحمّلت الوثيقة الإنسان مسؤولية “الأذى” الذي يلحق بالطبيعة “بسبب الاستعمال غير المسؤول وانتهاك الخيرات التي وضعها الله فيها”.
وتحدث البابا فرنسيس عن “البشارة الجديدة” التي تشدد أولاً على التعاطف وحب الفقراء والمهمشين وإظهار رحمة الله بدلاً من تقديم مجموعة من القواعد والعقائد.
وسمح البابا بنقاش شفاف وواضح داخل الكنيسة الكاثوليكية إلى درجة أن هذه الحرية لم تكن موجودة إلا في المجمع الفاتيكاني الثاني كما كتب الكاهن اليسوعي توماس ريز في موقع “ناشونال كاثوليك ريبورتر” سنة 2017.
والبابا من أشد داعمي المهاجرين واللاجئين مما دفعه إلى انتقاد سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب حيال ترحيل المهاجرين وقال مؤخراً إن حرمان هؤلاء من كرامتهم “سينتهي بطريقة سيئة”.
ورفّع النساء إلى عدد من المناصب البارزة في الفاتيكان. وحين سئل عن المثليين، أجاب: “من أنا حتى أدين؟”
وفي سنة 2022، أصدر البابا اعتذاراً تاريخياً من مجتمع السكان الأصليين في كندا عن الدور الذي أدته الكنيسة الكاثوليكية في الإشراف على عقود من الانتهاكات في بعض المدارس التي أدارتها الكنائس والحكومة الكندية.
ولم يكن ذلك الاعتذار الأول للبابوية الحالية من ضحايا العنف والاعتداء الجنسي والجرائم.