في واقعة مأساوية هزت الرأي العام المصري، عثرت الأجهزة الأمنية بمدينة بني سويف على جثتي شقيقتين داخل شقتهما بعمارات الطيران، بعد تناولهما وجبة طعام من أحد المطاعم.
وأشارت التحريات الأولية إلى وجود شبهة جنائية، فيما لا تزال التحقيقات جارية للكشف عن ملابسات الحادث وظروف الوفاة.
واندلعت أنباء الحادث صباح اليوم السبت، بعد تلقي غرفة عمليات شرطة النجدة بلاغًا من أحد الجيران يفيد بالاشتباه في حالة وفاة غير طبيعية للشقيقتين داخل شقتهما.
وعلى الفور، انتقلت قوة أمنية من مديرية أمن بني سويف إلى موقع الحادث، حيث عُثر على الجثتين في حالة تُثير التساؤلات.
وبحسب المصادر الرسمية، فإن الضحيتين هما “إنجي م.م.ص” (18 عامًا)، طالبة بكلية الطب البشري، وشقيقتها “يسرا” (20 عامًا)، طالبة بكلية الصيدلة، واللتين كانتا تقيمان معًا في الشقة الواقعة بمنطقة سكنية هادئة.
كشفت التحقيقات المبدئية أن الشقيقتين تناولتا وجبة عشاء من أحد المطاعم المحلية قبل وفاتهما بفترة وجيزة، ما أثار شبهة التسمم الغذائي أو التعرض لمادة سامة.
وقد أُخذت عينات من الوجبة المتبقية وأُرسلت إلى المعامل الجنائية لفحصها، إلى جانب أخذ عينات من سوائل الجثتين لتحديد سبب الوفاة بدقة.
ومن المقرر أن تُنقل الجثتان إلى مشرحة مستشفى بني سويف العام لإجراء عملية التشريح، التي ستكشف عن أي علامات عنف أو تدخل خارجي.
وأصدرت مديرية أمن بني سويف بيانًا رسميًا أكدت فيه أن التحقيقات لا تزال في مراحلها الأولى، داعيةً الجمهور إلى عدم التسرع في استنتاج الأسباب قبل صدور التقارير الرسمية.
ومن جانبها، بدأت النيابة العامة تحقيقاتها المكثفة، حيث استمعت إلى أقوال الجيران والعاملين في المطعم المشتبه به، كما طلبت تقارير مفصلة عن تاريخ المطعم ومدى التزامه بمعايير الصحة العامة.
أثار الحادث موجة من الصدمة والحزن في أوساط المجتمع المحلي، خاصةً مع صغر سن الضحيتين وتميزهما الأكاديمي.
وتداول نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي عبارات التعاطف مع عائلتهما، مع مطالبات بتحقيق سريع وشامل.
وفي الوقت نفسه، طالب بعض الخبراء بمراجعة إجراءات الرقابة على المطاعم، مشيرين إلى أن حوادث التسمم الغذائي تتكرر في ظل غياب الرقابة الصارمة.
ويرجح الخبراء القانونيون ثلاثة سيناريوهات رئيسية لتطورات القضية: الأول يتعلق بخطأ بشري أو إهمال في إعداد الوجبة، والثاني يشير إلى استخدام مواد فاسدة دون علم القائمين على المطعم، أما الثالث فيتضمن احتمال تعرض الشقيقتين للتسمم عبر وسيلة أخرى غير الوجبة.
ومن المنتظر أن تُحدد نتائج التحاليل المخبرية المسار النهائي للتحقيق، والتي من المقرر أن تصدر خلال 48 ساعة.











