ملخص تنفيذي
شهدت محافظة سوهاج المصرية في فبراير 2025 حادثة اختفاء الطالبة الجامعية مارينا خلف بخيت (19 عامًا) من قرية البخايتة، والتي تدرس بالفرقة الأولى في كلية التربية بجامعة سوهاج. تحوَّلت القضية إلى ظاهرة إعلامية واجتماعية بعد إعلان مصادر متضاربة عن اعتناقها الإسلام، بينما لا تزال التحقيقات الأمنية جارية لمعرفة ملابسات اختفائها. تتفاعل هذه الواقعة مع سياقات أوسع تشمل قضايا الحرية الدينية، والأمن المجتمعي، والخطاب الإعلامي في مصر، مما يجعلها نموذجًا لصراع الهويات وتداخل العوامل السياسية والدينية.
الخلفية التفصيلية للحالة: من الطالبة إلى المختفية
1. السياق الجغرافي والاجتماعي لقرية البخايتة
تنتمي مارينا إلى قرية البخايتة التابعة لمركز سوهاج، وهي منطقة تُعرف بتركيبة سكانية مختلطة دينيًا، مع وجود جالية قبطية كبيرة. تُظهر سجلات جامعة سوهاج قبول مارينا في برنامج “التربية” ضمن قوائم الطلاب المُعلنة في ديسمبر 2024، مما يؤكد وضعها الأكاديمي قبل اختفائها.
2. تفاصيل يوم الاختفاء
في 23 فبراير 2025، غادرت مارينا منزلها – وفقًا لتصريحات شقيقها جرجس خلف – متجهة إلى جامعتها، لكنها لم تعد. أبلغت الأسرة الشرطة، وبدأت الأجهزة الأمنية تحقيقات شملت:
- مراجعة كاميرات المراقبة على طريقها من المنزل إلى الجامعة.
- تتبع آخر مكالمات هاتفها المحمول.
- نشر أوصافها عبر وحدات الشرطة المحلية.
3. التحول المفاجئ: إعلان الإسلام عبر اليوتيوب
في 1 مارس 2025، ظهر مقطعان على اليوتيوب عبر قناتي “ذكر ودراسة” و”المهاجرة للإسلام” يعلنان إسلام مارينا. نُسبت إليها عبارات مثل: “بسم الله ما شاء الله… أسلمت وبحمد الله”، دون ظهورها جسديًا أو تقديم أدلة ملموسة على حريتها في هذا القرار.
تحليل ردود الفعل: من الأسرة إلى الخطاب السياسي
1. الموقف العائلي: بين الإنكار والتخوف
أكَّد شقيق مارينا أن:
- “مارينا لم تترك المنزل دون إذن والدَيها قط”.
- “لا توجد مشاكل أسرية أو ضغوط دينية”.
يشير هذا إلى رفض الأسرة للرواية الدينية المعلنة، وتركيزها على الجانب الأمني للقضية.
2. الخطاب الأمني: التحقيق كعملية تقنية
وفقًا لمديرية أمن سوهاج، تجري التحقيقات وفقًا للإجراءات القياسية:
- تفريغ كاميرات الجامعة لتأكيد دخولها الحرم.
- التعاون مع شركة الاتصالات لتحديد موقع هاتفها الأخير.
ومع ذلك، لم تُصدر النيابة العامة أي بيان رسمي حتى 2 مارس، مما أثار تساؤلات عن مدى تعقيد القضية.
3. التضارب الإعلامي: بين “الاختفاء القسري” و”التحول الطوعي”
انقسمت التغطية الإعلامية إلى تيارين:
- القنوات الإسلامية: ركَّزت على فيديو الإعلان كـ”انتصار للدعوة”.
- المواقع القبطية: شككت في صحة الفيديو، وربطت بين الحادثة وعمليات “الخطف الديني” المزعومة.
- الإعلام الرسمي: تعامل بحذر، ونقل تصريحات الأسرة دون تأييد أو تفنيد للرواية الدينية.
السياق السياسي والاجتماعي: مقارنات تاريخية وأطر نظرية
1. سوابق تاريخية: من قضية وفاء قسطنطين إلى ميرنا طلعت
تُذكر حوادث اختفاء شابات قبطيات سبق أن أُعلن عن تحولهن للإسلام، مثل:
- وفاء قسطنطين (2004): ادَّعى زواجها من رجل مسلم، بينما نفت أسرتها ذلك ورفعت دعاوى قضائية.
- ميرنا طلعت (2017): اختفت لمدة 3 أشهر قبل ظهورها في فيديو مماثل.
2. الرأي العام المصري: استقطاب الهويات
تعكس التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي انقسامًا:
- تيار الإسلام السياسي: يرى في الحادثة “دليلًا على سماحة الإسلام”.
- النشطاء العلمانيون: ينتقدون “استغلال الدين لتبرير انتهاكات حقوق الإنسان”.
- الأقباط: يعبرون عن مخاوف من “استهداف طائفي مُمنهج”.