تصريحات جواد نصرالله عن حالة والده النفسية وتأثير الأحداث
في تصريحات نادرة ومثيرة للاهتمام، كشف جواد نصرالله – نجل الأمين العام السابق لحزب الله حسن نصرالله – النقاب عن تفاصيل حميمة حول الحالة النفسية لوالده في أيامه الأخيرة، مع تسليط الضوء على تأثير عمليتي اغتيال فؤاد شكر “الحج محسن” وتفجيرات البيجر.
الحالة النفسية لحسن نصرالله: بين ثقل القيادة وواقع
تشير التصريحات التي أدلى بها جواد نصرالله لقناة “المنار” إلى تحول جذري في شخصية والده بعد حادثة تفجيرات البيجر في سبتمبر 2024. فقد وصفه بأنه أصبح “بلا روح”، مع إشارة واضحة إلى حالة اكتئاب عميق أصابته جراء الخسائر البشرية والمادية التي لحقت بالحزب. هذه العملية الاستخباراتية الإسرائيلية المعقدة، والتي اعتمدت على تفجير أجهزة اتصال مزروعة بالمتفجرات، أسفرت عن مقتل 37 عنصراً وإصابة 2931 آخرين، ما شكل ضربة استراتيجية للمنظومة الأمنية للحزب.
اغتيال فؤاد شكر
يبرز دور اغتيال فؤاد شكر في يوليو 2024 كعامل محوري في التدهور النفسي لنصرالله. هذا القيادي العسكري المخضرم، الذي قضى ثلاثة عقود في خدمة الحزب لم يكن مجرد مساعد عسكري بل كان جزءاً من النسيج الاجتماعي للقيادة. تصريحات جواد نصرالله تشير إلى أن العلاقة بين الرجلين تجاوزت العمل التنظيمي إلى روابط إنسانية عميقة، حيث كان شكر “المستشار المقرب والرفيق في مراحل التأسيس”.
كان فؤاد شكر واحدًا من أبرز القياديين العسكريين في حزب الله، وقد اغتيل في وقت سابق بأيدي إسرائيل خلال صراع طويل بين الحزب والكيان الإسرائيلي. مقتل “الحج محسن” كان له تأثير كبير على حزب الله وعلى شخصية حسن نصرالله بشكل خاص، حيث كان شكر يشغل منصبًا حساسًا في الحزب وكان يعد من أبرز المخططين العسكريين.
في حديثه، أوضح جواد نصرالله كيف أن مقتل فؤاد شكر قد ترك أثراً عميقاً في قلب والده. وأكد أن هذه الخسارة كانت بمثابة صدمة كبيرة للحزب، خصوصاً وأن “الحج محسن” كان يشكل عنصر توازن بين القيادة العسكرية والسياسية في حزب الله. وقد أدى ذلك إلى تغيير في أسلوب القيادة داخل الحزب وتطوير استراتيجيات جديدة للتعامل مع التهديدات الأمنية والتحديات العسكرية.
عملية البيجر: تفاصيل الضربة الاستخباراتية التي هزت الحزب
كشف رئيس الموساد دافيد برنياع عن تفاصيل مثيرة حول التخطيط طويل الأمد لهذه العملية، حيث بدأت الفكرة تتشكل منذ عقد كامل كتطوير لعملية “ووكي توكي” السابقة. تميزت العملية بدهاء لوجستي من خلال إدخال 500 جهاز بيجر إلى لبنان قبل أسابيع فقط من أحداث أكتوبر 2023، مع استغلال شبكات التوزيع الداخلية للحزب لنشر الأجهزة المزروعة بالمتفجرات.
وأدت التفجيرات المتزامنة لأكثر من 5000 جهاز اتصال إلى شل القدرة التشغيلية للحزب في لحظة حرجة، حيث بلغت نسبة الإصابات بين العناصر النشطة 23% وفق تقديرات إسرائيلية. وعلى الرغم من الصعوبات، حافظ الحزب على قدرته الردعية عبر تطوير ترسانة صاروخية متقدمة، حيث تشير مصادر إسرائيلية إلى أن شكر كان يشرف شخصياً على “مشروع الصواريخ الدقيقة”. هذا الجهد الاستراتيجي يبرز كأحد الركائز الأساسية التي حافظت على مكانة الحزب رغم الضربات المتتالية.










